موضوع الصوت مهم جدا، ولا ينتبه له أكثر الناس، رغم أهميته للكاريزما والحضور، فقد تكون مهتما بكل شيء بكل ما يعطي عنك انطباعا جيدا، مهتم بشكلك وبلبسك وأناقتك وتصرفاتك وما تقوله للناس وطريقة انصاتك لأحاديثم معك ولحضورك، ولكنك غير منتبه لأهمية صوتك الذي يصدر عنك وأنت تتكلم، فنبرة صوتك قد تضيع عليك الكثير.
لتدريب صوتك، سأعرف لك بداية الصوت المثالي:
أولا فكرة الصوت نفسه يجب أن يكون مسموعا، بطريقة غير مزعجة، فإذا لاحظت خلال حديثك أن الشخص الذي يسمع لك، يطلب منك مرارا تكرار ما قلت، أو أخبرك بأنه لا يستطيع سماعك، أو يطلب منك رفع صوتك قليلا ليفهمك، فهذا يعني أن لديك مشكلة كبيرة لها علاقة بـ الكاريزما والثقة بالنفس، إلا إذا كان لدى الشخص المستمع مشكلة عضوية في السمع، فتلك مشكلة أخرى .
ثانيا يجب أن يكون صوتك واضحا، فهناك اشخاص طبيعة صوتهم مرتفعة، وآخرون طبيعة صوتهم مسموع، ولكنك بطريقة ما تحس بأن كلامهم متداخل، وليكون صوتك واضحا، يجب أن تكون كل كلمة تتفوه بها مختصة بذاتها، وليست مرتبطة وملتصقة في الكلمة التي تسبقها أو تتبعها.
ثالثا لتطور طريقة كلامك، يجب الانتباه إلى مخارج الألفاظ أن تكون سليمة، ولا أقصد هنا الكلام بطريقة نحوية، انما أقصد أن تنطق كل حرف بالصوت الذي يعنيه كل حرف فعلا، فحرف السين تلفظها سينا، وحرف الثاء تلفظه ثاءا.
كذلك الانتباه الى الانطباع الذي يعطيه صوتك، الانطباع الصوتي هو الانطباع الذي يصل الى الشخص الآخر أي المستمع نتيجة الكلام الذي تقوله، وليكون صوتك مثاليا، و ليعطي الآخرين فكرة أن لديك كاريزما، يجب أن تكون حازما في كلامك، وطريقة كلامك طريقة حازمة، ومتأكد بصورة كبيرة جدا من الكلام الذي تقوله، ومتأكد بالأساس من نفسك، وليس كلاما متراخيا أو ضعيف، بل هو كلام مليء بالطاقة والحيوية، بدون الصراخ أو التحدث بطريقة عدائية، وأن يكون صوتك معبرا عن مشاعرك، وعن الأمور التي تصدقها بالفعل بصورة فيها طاقة، وليس صحيحا أن تتحدث مع شخص يشعر بالضيق مثلا وعنده مشكلة كبيرة وكلامك فيه فرح، بل يفضل أن يكون في كلامك نبرة تفهم لحالته.
من عناصر الصوت أيضا حدة الصوت، وهو موضوع يختلف بين الجنسين، بالنسبة للرجال، كلما كانت حدة الصوت غنية أكثر وفيها طبقات عميقة، كلما عنى ذلك أن الرجل لديه كاريزما أكبر، أما بالنسبة للسيدات فالعكس تماما، كلما كان صوتها أرق و أنعم، مستخدمة حدة صوت منخفضة، كلما عكس ذلك أنوثتها أكثر، وجعلها أكثر جاذبية، فيحب الناس التعامل معها والتعرف عليها أكثر.
كذلك فكرة السرعة في الكلام أمر هام جدا، لا يشترط أن يكون سرعة كلامك بسرعة واحدة، ولكن يجب أن تستمر في تغيير سرعة كلامك، فقد تكون بطبيعتك تتكلم بسرعة، وإذا استمررت في الكلام بسرعة عالية، قد يتعب الشخص الذي يسمعك، وكذلك الامر لو كنت بطيئا في الكلام، قد يؤدي ذلك الى الملل من الحديث معك، ولذلك فإن أفضل حل لإبقاء المستمعين لك مركزين في كلامك، أن تستمر في تغيير سرعة كلامك، تتحدث بسرعة عالية، ثم تبطىء في الكلام، أو أن ترفع صوتك قليلا خلال الحديث عن أمور مهمة، ثم ترجع الى نبرة الصوت العادية أو المنخفضة، بشكل عام، فكرة التنوع في أسلوب الحديث، دائما يسبب شد انتباه الناس لك، وهي ما يؤكد فكرة حضورك المميز.
يخرج منا الكلام بطاقة التنفس، وفي الوضع الطبيعي، أنت تستخدم 50% من رئتيك في الشهيق، و 50% منها في الزفير، وبالنسبة للكلام، و لنصل الى الطاقة اللازمة لإصدار صوت الكلام، فإننا نستخدم 10% فقط من رئتينا في الشهيق، و 90% منها في الزفير، ولذلك عندما تتكلم بسرعة، او جمل كثيرة متتالية، بدون أخذ فواصل سيكون الأمر صعبا عليك ولن يكون صوتا مريحا للمستمعين، اذا الأمر بحاجة للتدريب كسائر المهارات الحياتية الأخرى.