=بداية أود أن أقول لك أن ما يحدث معك هذا هو أحلام يقظة، وهذا الأمر يحدث معنا جميعاً؛ فأحلام اليقظة موجودة كالأحلام التي نراها في مناماتنا، لكنها طبعاً يجب ألا تتجاوز حداً معيناً، ويجب ألا تطغى على الواقع، وألا تضيع وقتنا وطاقتنا.
أما أحلام اليقظة التي تزيد عن حدها الطبيعي، أو التي تحل محل الواقع فتضيع وقتنا وتستنزف طاقاتنا فلها أسباب عدة منها:
- الهروب من الواقع: فيلجأ الكثير من الأشخاص إلى أحلام اليقظة رغبة منهم بتشكيل أحداث يومهم كما يريدون هم، لأنهم غير راضين عن واقعهم، فيستخدمون أحلام اليقظة كوسيلة للهروب من واقعهم، وتحديد أحداث حياتهم.
- التعرض للتوتر والضغط النفسي والتعب: فيلجأ العقل لإراحة نفسه بهذه الطريقة، وخاصة في فترة الامتحانات أو أثناء مواجهة ظروف صعبة كتعرضك لخسارة مالية مثلاً... بهذه الطريقة دماغك يمنح نفسه الراحة والاسترخاء ويريح نفسه من الألم النفسي.
- طريق للإبداع والتفكير بصمت: فأحلام اليقظة هي طريقة للتفكير، وأحياناً تخطر في بالك الكثير من الأفكار الإبداعية الخلاقة أثناء استغراقك في أحلامك.
طبعاً ليس عليك أن تمحو الخيال لتعيش الواقع؛ فالواقع هو مزيج من الحقيقة والخيال معاً؛ عليك فقط أن توجه أحلام يقظتك هذه لما تريد كأن تحلم بأنك ناجح في مدرستك وقد انتقلت للمرحلة الدراسية الأعلى أو بدأت حياتك العملية بسعادة، كما عليك أن تقلل من أحلام اليقظة هذه لأن كثرتها سيشتت انتباهك ويجعلك لا تفرّق بين الحقيقة والخيال وهذا سيوقعك في الكثير من المواقف المحرجة طبعاً، وقد يصيبك بالوسواس القهري كما يقلل تركيزك ويستنزف طاقتك ويضيع وقتك ويسيء لحالتك النفسية.
أما عن كيفية التقليل من أحلام اليقظة هذه...
- اقضِ على وقت فراغك... فاشغل نفسك بالدراسة أو العمل.
- تذكر كم من مرة حلمت حلماً ولكنك عندما عدت لأرض الواقع خذلت فحزنت وشعرت باليأس.
- أحب واقعك وأرض فيه وحاول أن تجعله كما تريد في الحقيقة وليس في الحلم... فإن لم تعجبك علاماتك في الامتحانات فتذكر أن الدراسة هي الطريقة الوحيدة التي تضمن لك النجاح، وليس الحلم.
- قوِي علاقاتك الاجتماعية، وقوِ شخصيتك كذلك... وابحث عن السبب الذي يجعلك تتحدث مع الأشخاص في الحلم وليس في الحقيقة... فقد تعاني من الخجل الاجتماعي أو قد تكون غير راضٍ عن تعاملاتك مع هؤلاء الناس... حل مشكلتك هذه.
- اعمل على تقوية ذكاءك العاطفي لتعي بذاتك أكثر وولتنضج وتتقبل الواقع وتوازن بين العيش على أرض الواقع وبين عدم حرمان نفسك من الحلم والطموح.
- راقب نفسك جيداً وارصد الأوقات والأماكن والظروف التي تجعلك تتوجه نحو الأحلام وابتعد عنها... فإن كانت خيالاتك تزداد مثلاً أثناء جلوسك على المكتب للدراسة، فجرب أن تغير مكان مكتبك أو ادرس في الغرفة اتي يتواجد فيها أهلك حتى تضطر لعدم الاستسلام للسرحان.
- عندما تكتشف أنك بدأت بحلم اليقظة فعلاً فهز رأسك بسرعة يميناً ويساراً عدة مرات وتخيل أنك تتخلص من هذه الأفكار والأحلام وتطردها من رأسك.