العصبية والغضب مترابطان فعندما تعصّب يتولد الغضب تلقائياً، وتصبح شخص عدواني في الغالب إما كلامياً (لفظياً) أو جسدياً فتؤذي من حولك بكلتا الحالتين.
لذا عندما تسيطر جمرة الغضب والعصبية عليك اتبع بعض الأمور أو التقنيات النفسية التي تقلل من مستوى الغضب في وقتها ،أو بلغة أخرى تقلل من حدة التعبير عن الغضب.
ومن تجربتي عندما أغضب أنصحك صديقي أن لا تعتمد سياسة
الرد الفوري عندما تعصب أو تغضب، واجعل ردك بطيء قدر الإمكان.
ومن المهم جداً أن تميز بين الرد البطيء والرد الفوري عند الغضب لأن الرد الفوري سيء جداً و قد تكون عواقبه غير مقبولة عند الآخرين، لذا ابتعد عن اتخاذ أي قرار أو ردة فعل أثناء الغضب، لأن هذا القرار سيكون حتماً خاطئاً وفي الغالب سوف تندم عليه بعدما تذهب نوبة الغضب عنك.
والحل بسيط في هذه الحالة اخرج لمكان آخر بعيداً عن موقع العصبية والهدف من هذه الخطوة أن تتحرك؛ لأن الحركة تُخرج التوتر الذي ينتج عن العصبية من هذا الموقف، فإذا كنت أمام شخص تمالك نفسك وقل له أنك ستخرج للخارج قليلاً وستعود بعد ذلك لتتخذ القرار المناسب أو لتكمل حديثك معه، وعندما تعود سوف تلاحظ الفرق الكبير في نفسيتك تجاه هذا الموقف والشخص، وفي الغالب القرار الذي ستتخذه بعد عودتك وهدوئك سيكون قراراً حكيماً وعادلاً.
وليس أفضل من التوجيه النبوي الذي أرشدنا إلى كيفية التصرف في هذه الحالات، وذلك عند قول النبي صلى الله عليه وسلم
"إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس؛ فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع"، بما معناه أنك عندما تغضب تحرك بأي صورة فإذا كنت واقفاً اجلس حتى تهدأ، وإذا كنت جالساً استلقي إلى أن يذهب عنك الغضب. فأنت بذلك تتحول من وضع لآخر بحيث تكون أكثر هدوءاً وطمأنينةً، لأنك عندما تكون في حالة وقوف تكون أكثر بطشاً وقدرة على الإيذاء عند عصبيتك، ولكن بالجلوس أو الاستلقاء تصبح حركتك مقيدة أكثر وأقل أذى.
بالإضافة إلى أن القرارات والأفكار بين الجلوس والوقوف مثلاً تتغير؛ فهي تحتاج إلى ثانية وأخرى لكي يتغير تفكيرك بينهما، لذا عندما تعصب وتقرر أن تؤذي أي شخص أمامك انتظر لثواني معدودة ستلاحظ نزول كبير في الأفكار السلبية أو الأذى الذي تود أن تلحقه لمن حولك، لأن الأفكار في هذه اللحظات تتغير بسرعة كبيرة جداً عند الانتظار.
أيضاً عندما تعصب قم على الفور وتوضأ إذا استطعت، واذهب للصلاة واستعذ بالله من الشيطان الرجيم؛ فهذه تقلل من فورة الدم وحالة الغضب التي تعتريك وقتها ولن تندم أبداً بعدها.
العصبية والغضب أمران واردان في طبيعة النفس الإنسانية فمن منا لا يغضب لأي أمر كان. ولكن الفرق بين شخص وآخر طريقة التعبير عنه، والأمر الآخر والأهم بنظري وهي كيف تدير هذا الغضب وتسيطر عليه لتتحول في لحظات لشخص حليم وهادئ، فالمطلوب منك أن تتمالك نفسك وقت الغضب ويمكنك أن تعد إلى الخمسة عداً عكسياً لتخفف من توترك وتأخذ نفساً عميقاً حتى تسيطر على غضبك بشكل جيد.
أيضاً أنظر إلى أي شيء حولك باستخدام حواسك الخمسة ويمكنك أن تقرأ أكثر حول هذه الطريقة بالاطلاع على إجابتي
هناوأنصحك أيضاً أن لا تتعامل مع الآخرين على مبدأ المثالية الزائدة؛ فقد تنفعل أو ينفعل غيرك لأسباب قد تكون في أغلب الأوقات تافهة ولا معنى لها، وترهق نفسيتك وتخسر فيها أشخاصاً وأصدقاء تحبهم بسبب العصبية.
فإذا تكررت مثل هذه الحالة من الضروري أن تذهب إلى معالج نفسي سوف يساعدك على التغلب بطريقة صحية وسريعة.