الطفل المراهق سريع البكاء هو طفل يعاني من حساسية عاطفية كبيرة وللتعامل مع هذا الطفل لا بد من:
تقديم الاهتمام اللازم؛ في كثير من الأحيان يكون الطفل المراهق مثار عاطفيًا من قبل المحيط الذي هو فيه عندما يفقد اهتمام الأم والأب والمعلم، فهو ينظر لنفسه من خلال من هم بالنسبة لديه قدوة وعندما ينظر له بقدر من الإهمال فهو يشعر بالتوتر والقلق ويظهر هذا الأمر عن طريق رد فعل البكاء، ومن هنا لا بد عليك كأم وكأب العمل مع المدرسة بشكل مشترك حتى يتم التحكم بردود فعل الطفل المتمثلة في البكاء ومحاولة تقديم الاهتمام اللازم في المدرسة وفي البيت، ولكن هنا لا بد من الانتباه بأن لا يكون تقديم الانتباه للطفل سبب في إفساده أو إشعاره بأنه مقبول في كل حالاته حيث أن تقديم الاهتمام لا بد من إرفاق التوجيه معه لبيان مواضع الخطأ والصواب، وحتى لا يكون الاهتمام سبب في أن يفقد الطفل المراهق ثقته بنفسه وإشعاره بالنقص، ومن أهم طرق الاهتمام تقديم الدعم النفسي والمعنوي في حالات النجاح وفي حالات الفشل، وتقديم الحب بالقدر المعقول ليشعر الطفل بأنه محل اهتمام، وتقبل الطفل ولابتعاد عن الانتقاد الغير بناء خاصة في حال كان الانتقاد يظهر العيوب دون تقديم توجيه صحيح فهنا سيشعر الطفل بأنه أصبح في محل غير آمن وغير مستقر في العائلة وبين الأم والأب أو قد يشعر بأن مكانته التي يتصورها في مخيلة المعلم في المدرسة عرضه لتفكك والانهيار مما يسبب الشعور القلق والتوتر وظهور ردود فعل البكاء وهنا لا بد من تقديم الدعم الذي فيه قدر من الانتقاد لكن في المقابل فيه قدر من الحب والاحترام والتقدير وبشكل يحافظ على ما لدى الطفل من صوره نفسية لذاته.
مساعدة الطفل على التعبير عن مشاعره؛ مرحلة المراهقة مرحلة حساسة وفي كثير من الأحيان يطور فيها الطفل المراهق سلوكيات خجل ناتجة عن تدني تقدير الذات والثقة بالنفس، ومن هنا لا بد من تقديم القدر الكافي من الثقة للطفل للتعبير عن ما لديه من مشاعر عن الشعور بالضيق، حتى تتمكني كأم من تقديم التوجيه المناسب له، وغالبًا الطفل المراهق كثير البكاء هو طفل قامع لما لديه من مشاعر ويعالج ما لديه من أمر بالبكاء وهذا الأمر خطير ولا يمكن أن يكون مستمر لأن الطفل فعليًا بهذا التصرف يفقد مهارات التعامل مع الموقف ويمنع الأهل من تقديم الدعم، وحتى تتمكني من جعل الطفل قادر على التعبير عن ما لديه من مشاعر لا بد من بناء علاقة صداقة قوية ووثيقة ما بينك وبينه قائمة على الحب والصدق والتفهم والتقبل، اعلمي أنه كلما كنت قريبة من الطفل المراخق بهذه الطريقة كلما كنت قادرة على تقديم الدعم المناسب.
ساعدي الطفل على التفكير بواقعية ومنطقية، في كثير من الأحيان تمركز الطفل حول ذاته في مرحلة المراهقة يجعله غير قادر على رؤية الواقع وغير قادر على تقبل كل ما هو مخالف له وهنا لا بد من تمرين الطفل على النظر للواقع والابتعاد عن انكار الأمور حتى يتمكن من التعامل معها بطريقة حكيمة بعيدًا عن البكاء.
مساعدة الطفل على اكتساب مهارات حل المشكلات؛ بعد إقامة علاقة الصداقة ما بينك وبين الطفل المراهق لا بد من إكساب الطفل طرق حل المشكلات والتي تقوم بالمقام الأول على إعادة تشكيل عمليات التفكير لديه وتخليصه مما لديه من تمركز حول الذات فالطفل كثير البكاء فر مرحلة المراهقة سيرى العالم من حوله مرتبط فيه وسيرة نفسه مركز كل أمر من حوله ومن هنا لا بد من العمل على ما لدى الطفل من أفكار ومساعدة على رؤية الجوانب السلبية ويمكن العمل على هذا الأمر عن طريق زيادة نسبة الحوار والخبرات مع الطفل المراهق، والتعامل مع المشكلات من حولك بطريقة ظاهره لتكوني نموذج لطفل يرى السلوك المقبول والسلوك الغير مقبول، وفي هذه لمرحلة لا بد من العمل على تنظيم رد فعل البكاء وتوجيه الطفل للتفكير بالحدث وإخضاعه للعقل فهل الحدث يتطلب البكاء أم يمكن التعامل معه بطريقة أخرى وهنا لا بد من تقديم خبرات للطفل للتعامل مع الموقف من مثال المواجه والحوار والتعبير عن الرأي وتقديم الرفض في حال عدم ملائمة الأمر بما لدى الطفل من توجه، نمي ما لدى قدرة على توفير الحلول قبل اللجوء للبكاء هذه الطريقة تساعد الطفل على إدراك نفسخ والبيئة من حوله وتساعده في اكتساب القدر الكبير من الثقة بالنفس، ولا بد من تقديم الدعم والتعزيز في كل مرة يظهر فيها الطفل القدرة على التحكم في نفسه ولفت انتباهه لمدى التقدم الذي يحرزه.
ساعدي الطفل على أن يكون لنفسه تقدير ذات عالي؛ قدمي للطفل الكثير من الخبرات التي تتسق مع ما لديه من قدرات ومهارات حتى يحرز النجاح ويغيير ما لديه من أفكار مهينة، ففي كثير من الأحيان قد يكون الطفل يمتلك صورة سلبية عن نفسه وذاته لوجود عوامل عدة ومن أهم الأمور التي تساعد في تخطي هذا الامر التعرض لخبرات النجاح، كما أن مساعدة الطفل بالانصمام لأحد النوادي الرياضية وتحقيق الإنجاز الجسدي فيها سبب في الشعور بتقدير الذات على المستوى الذاتي مثل نوادي السباحة أو الكاراتية أو الرسم أو الطهي يعود هذا الأمر لميول الطفل.
اطلبي مساعدة الأب؛ لا بد أن يكون الأب حاضر في معالجة هذا الأمر من خلال إشراك الطفل بالعديد من التفاعلات الاجتماعية التي تنمي الطفل وتكسبة التطور الاجتماعي والعاطفي والانفعالي، وحتى يكون الطفل قادر على رؤسة نموذج حقيقي يتسق مع الدور الاجتماعي لديه كذكر، وهنا لا أقصد أن البكاء هو نوع من أنواع السلوكيات التي تتنافى مع الجنس الذكري لا أبدًا، وإنما أقصد بالنموذج للدور الاجتماعي هو طرق تفاعل الطفل الذكر مع الأمور بشكلها الطبيعي دون الشعور بالتحساسية العاطفية، وهنا يمكن القول بأن الخبرات التي يتعرض لها الطفل الذكر مع الأب سبب في إكسابه قدر كبير من القوة والشجاعة والثقة لأن فيها قدر أكبر من المغامرة والجرأة مقارنة بالخبرات التي قد تقدمها الأم.
في نهاية الأمر عليك وعلى الأب أن تتوقفوا وبشكل فوري عن طمس شخصية الطفل المراهق وإعطائه قدر من المسؤولية للشعور بالحرية والاستقلالية هذا الأمر مهم ليكتسب الطفل الثقة بنفسه وسبب في تفيف سلوك البكاء المتكرر لدية، اعلمي أنه كلما شعر الطفل بالاستقلالية والحرية كلما كان أكثر قدرة على الشعور بالثقة وبالتالي معرفة ما لديه من مشاعر وأفكار والتحكم بها بطريقة أكثر فعالية عن السابق، لا تكونوا موجين للطفل في كل ما يقوم به من أمور بل قدموا له الفرصة والمجال ليتخذ القرارات بطريقة فردية ويتحمل ما في هذه القرارات من مسؤولية وحتى يتمكن من توظيف مهارة حل المشكلات كوسيلة بديلة عن البكاء.