كيف أتعافى من انهيار مشروعي الأول وأخطط لحياتي من جديد..عمري 26 عام

2 إجابات
profile/فارس-عمر
فارس عمر
طالب
.
٢٦ فبراير ٢٠٢٢
قبل ٣ سنوات
تذكر دائما أنه من لا يخطئ لم يجرب شيئاً جديداً

profile/دعاء-ابو-سيف
دعاء ابو سيف
استشارات اعمال
.
٢١ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 في بداية رحلة التعافي من المحبذ أن تتقبل فكرة أنه من غير المنطقي أن تعتقد أن مشروعك الأول سيكون ناجحاً نجاحاً ساحقاً وفورياً، وذلك بسبب قلة خبرتك التي ستجعلك أكثر عرضة للفشل من غيرك من أصحاب الخبرة بغض النظر عن مدى جودة الفكرة.. وقد تكون مرت عليك مسبقاً الاحصائيات التي تقول ان 50% من الشركات الصغيرة تفشل خلال السنوات الخمس الأولى من تأسيسها وغيرها تقول  60% وغيرها العديد من الاحصائيات! لكن هذا لا يعني عدم نجاح المشروع الأول، فمثلاً شركة Zip2  هي الشركة لأولى لـ Elon Musk وقد حققت نجاحاً شبه فوري، بينما Mark Zuckerberg لم يكن لديه خبرة تجارية قبل فيس بوك..

على جميع الأحوال ما زال لديك ما يكفي من الوقت للتعافي وإعادة المحاولة من جديد.. وللتعافي عدة أشكال تتمثل بما يلي:
- التعافي المالي: شكل هذا التعافي يعتمد على طبيعة فشل مشروعك وعلى ما لديك من أموال شخصية؛ فخسارتك في المشروع ان لم تشكل عليك العديد من الديون والقروض فهذا من حسن حظك في ذلك! وبغض النظر عن حجم التزاماتك فإنه كخطوة أولى عليك النظر في مقدراتك الشخصية وصندوق الطوارئ الذي لديك، وعليك العثور على عمل بسرعة خصوصاً إذا لم يكن لديك أموالاً شخصية وذلك من أجل الحصول على مصدر دخل ثابت وموثوق للوصول نوعاً ما إلى الاستقرار المالي بدلاً من الذهاب إلى عمل مشروع آخر مباشرة.. وقد يكون لديك من الالتزامات المالية التي ستشكل عليك ضغط فلا بأس حينها من الحصول على قرض طارئ طالما أنه يوجد لديك خطة سداد واضحة.

- التعافي النفسي: لا تهمل أبداً الناحية العاطفية والنفسية التي تمر بها سواءً من الشعور بالاكتئاب والإحباط من فشل المشروع بعد كل هذا الوقت والجهد والمال والمثابرة والاجتهاد الذي بذلته عليه أو من الشعور بالتعلق العاطفي للمشروع وفكرته! هذا أمر من الطبيعي جداً أن تمر به، وهنا أنت مدين لنفسك بتخصيص وقت كافٍ من أجل الشفاء النفسي والتعافي العاطفي..
وشكل هذا التعافي يختلف من شخص لآخر فمثلاً هناك أشخاص يفضلون البقاء لوحدهم، وهناك أشخاص يفضلون قضاء وقت أطول مع أصدقائهم وعائلاتهم وغيرها العديد من الوسائل التي تعتمد على شخصية الفرد.. فمثلاً  عندما فشل ستيف جوبز فشلاً ساحقاً  وتمت إقالته في الثمانينات من شركة Apple  كان مكتئباً وقد أمضى حينها بعض الوقت في السفر والتجوال في أنحاء أوروبا ليجد دوافع وحوافز جديدة تساعده على مواصلة جهوده، وفعلاً عاد بعدها بابتكارات ونجاحات لا نستغني عنها حالياً.

- تقييم المشروع وتحليله: لا بد من مراجعة الأحداث التي مر بها المشروع والتي أدت في النهاية إلى فشله بطريقة شاملة ودقيقة مثل نقص السيولة او خسارة عميل رئيسي للمشروع أو غيرها.. فهذا الأمر سيساعدك في تعلم العديد من الدروس المستفادة والتي ستحتاجها خلال تأسيسك لمشروعك القادم، وستحقق أيضاً شيئاً من السلام الداخلي والفهم العميق لفشل المشروع.
من الأفضل هنا الاستعانة بالخبراء والمستشارين فقد تكون خبرتك قليلة أو قربك من المشكلات قد لا يعطيك الفرصة الكافية لتراها!

- التحضير للمشروع القادم: وهذه آخر مراحل التعافي بعد أن تكون قد شعرت ببعض الاستقرار المالي وعادت لك الثقة بالنفس وتعلمت من تجربتك السابقة.. وقد يتطلب هذا الامر عدة شهور لتصل إلى وضع صحي يمكّنك من اتخاذ قرار إذا كنت تريد تأسيس مشروع آخر أو أنك تريد البقاء في المسار الوظيفي! وبغض النظر عن قرارك حافظ على ما لديك من علاقات بل وسّعها وحتى ان كانت في مسارك الوظيفي واستمر في التحدث مع أصحاب المشاريع فقد يفتح ذلك امامك العديد من الفرص سواءً في مسارك الوظيفي أو في مشروعك القادم.