تتخلص منها بالعلم والدعاء.
فالهداية منةً من الله لعبده فإن أول ما عليك أن تخلص الطلب إلى الله بسؤاله الهداية والسداد، وأن يعيذك من شر نفسك وشر الشيطان، فإنه من وكله الله إلى نفسه واعتمد على مجرد عقله ضل.
ثانياً: عليك بالعلم النافع من مصادره الموثوقة.
فقضية وجود الله تعالى ليست قضية صعبة جدلية تحتاج كثير نقاش بل هي قضية ظاهرة ظهور الشمس في رابعة النهار، وشبهات الملحدين لا تزيد أن تكون محاولة تشويش بشبهات قد يظنها الجاهل دليلاً وهي لا تعدو أن تكون مجادلة بالباطل.
فالخلق والإحكام والإتقان الكوني الذي نعيشه ونراه بأم أعيننا يدل دلالة قطعية ببداهة الفكر والعقل على وجود خالق قدير متقن أحسن كل شيء خلقه، ونفي هذه القاعدة القطعية هي مجرد مماحكة وعناد لا يستند إلى أي دليل عقلي مقبول!
ولن تجد ملحداً استطاع أن يتفق مع أصوله ويطردها إلا ووقع في إنكار الضروريات والبديهيات المتفق عليها بين العقلاء.
وأنصحك في هذا الباب بقراءة كتب د. الدكتور عبد الله العجيري فهي من المؤلفات النافعة والمتخصصة في هذا الباب مثل:
- شموع النهار: إطلالة على الجدل الديني الإلحادي المعاصر في مسألة الوجود الإلهي.
- ميليشيا الإلحاد: مدخل لفهم الإلحاد الجديد
- ينبوع الغواية الفكرية
- خرافة السر - قراءة تحليلية لكتاب السر وقانون الجذب
- زخرف القول - معالجة لأبرز المقولات المؤسسة للانحراف الفكري المعاصر.
ثالثاً: لا تجعل قلبك مثل الإسفنجة تتشرب كل شبهة تمر عليها، بل اجعل لنفسك قواعد متينة تقوم عليها حتى لا تتزلزل عند أي شبهة تعرض عليك.
ولو افترضنا أنك جاءتك شبهة ولم تعرف جوابها، فلا يجوز أن تشكك هذه الشبهة بأصل عظيم يقيني وهو وجود الله، وإنما عليك أن تتأكد أن هناك جواباً أنت من جهله!
رابعاً: لا تعرض نفسك للشبهات أصلاً ولا داعي للبحث عنها والتنقيب فيها، فكلام أهل الباطل كثير لا ينتهي ولو أخذت تتبع شبهاتهم فإنك لن تنتهي.
كان الإمام مالك بن أنس رحمه الله " إذا جاءه بعض أهل الأهواء قال: أما إني على بيّنة من ربي وديني، وأما أنت فاذهب إلى شاك فخاصمه".
وكان يقول: (كلما جاءنا رجل أجدل من رجل أرادنا أن نرد ما جاء به جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم).
خامسا: أكثر الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وحاول شغل نفسك بما هو نافع في دينك ودنياك
كما أوصى رسول الله صحابته الكرام لما شكوا إليه بعض هذه الوسواس فقال (فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ، وَلْيَنْتَهِ) (متفق عليه)
ولو بقي في نفسك شيء اتركه وحاول شغل نفسك عنه بما هو مفيد وسترى أنه مع الأيام يضمحل ويضمحل حتى يزول بإذن الله، لأن هذا هو شأن الوسوسة إذا تتبعتها أرهقتك وأتعبتك وإذا أهملتها زالت وذهبت.
ولا تظن أن هذا هروباً من معرفة الحقيقة، لأن الحقيقة واضحة وإنما هذا علاج لمرض هذه الوساوس التي يشوش بها الشيطان عليك.
والله أعلم