يحكم الشخص الكثير من الاعتبارات عند اختيار التخصص بعد نجاحه بالثانوية العامة, قد يكون اختياره شخصياً لحبه بالمجال واهتمامه به, ويفرح عند قبوله, ولكن عند بداية العام الدراسي, يصطدم بكم المعلومات الهائل الذي لا يقدر على استيعابه مباشرة, فتصيبه حالة نفسية تمنعه من التقدم والإبداع, أو زخم المواد لا يستطيع مواكبته, فتجد أن معدله في انحدار ومن ثم لا يمكنه المتابعة أكثر في التخصص أو قد يستغرقه الأمر الكثير من السنوات حتى يتخرج, ويجد نفسه أضاع سنين في تخصص لا يسمن أو يغني من جوع, فيزيد من نسبة البطالة. أو قد يدخل التخصص بضغط من الأهل بحجة أنهم يعرفون مصلحته أكثر من نفسه, يجبرونه على دخول الطب أو الهندسة, بحجة أن العمل جاهز, وليتباهوا فيه أمام الآخرين, فيصيب الطالب نفس الأمر, ويدور في نفس الدائرة المغلقة.
عند اختيارك لتخصصك راعي قدراتك, اعرف حجم قدراتك, لا تبالغ في مدح نفسك, لأنك لن تضر إلا نفسك, اجلس مع نفسك, واعرف نقاط قوتك وراجع أعلى المواد التي أحرزت فيها أعلى العلامات, ثم ابحث على شبكة الانترنت عن تخصصات تناسبك, وضمن معدلك, وخذ وقتك واقرأ عن كل تخصص, واكتبه على ورقة جانبية, واكتب مميزاته وعيوبه, واحصر التخصصات التي تعجبك, ثم اختر المميز منها, والمناسب لقدراتك حتى تستطيع الإبداع فيه, وحتى لا تضيع على نفسك سنين في تخصص لا تعرف عنه شيئاً إلا اسم المقررات الدراسية.
عند اختيارك لتخصصك, لأي سبب كان, لنفرض أنه لم يعجبك, وليس مثيراً للاهتمام وعند نهاية سنة دراسية وجدت نفسك محاصراً بمواد لا تشدك لإكمال الدراسة. ارجع لجدولك وابحث عن أعلى العلامات, هل أحرزتها بتعبك, أما بالغش, راجع مضمون المواد, هل بإمكانك "بلعها", أما أنها تعلق في حلقك, تذكر أنك أنت من اخترت المجال من الأساس, ولكن بإمكانك تعديل الدفة, وكونك قبطان السفينة, أنت قادر على العودة إلى اليابسة, واختيار تخصصك يعجبك, قد يكون أقل من المجال الحالي, لكن على الأقل يثير اهتمامك, وفرصة ابداعك فيه أكبر, غامر واختر تخصصاً يعجبك أنت لا غيرك, ولا ضرر من أخذ رأي الأهل والأصدقاء, أو اجلس مع مرشد الجامعة, وتحدث معه ليعينك على الاختيار, الوصول المتأخر ليس سيئاً, المهم أن تصل بكنز يرضيك.