أولا : طرح عدة نماذج وتجارب إنسانية لغرس القيم والمبادئ السليمة في نفوسهم ، فخلال الخمس سنوات الاولى في عمر الانسان تتشكل الشخصية ويتأثرون بمن حوله من خلال تقليدهم .
ثانيا : جعلهم يشاركون في كل شيء، لذلك يجب تعليمهم مبدأ مساعدة الآخرين وخصوصًا كبار السن، ومد يد العون لهم بشكل دائم ، والطلب من الطفل الذهاب مثلا الى المسجد والقيام بالتصدق وغيرها من الاعمال .
ثالثا : تعليم مبادئ الحياة السعيدة والإيجابية وطرق العيش بسلام وبدون مشاكل وذلك من خلال قراءة القصص التي بها عبرة حتى يتم الاستفادة منها .
رابعا : توفير الظروف والأجواء المناسبة للتعلم والمساحة الكافية للاستكشاف، وذلك من خلال التجربة وتوضيح ماهية الأخطاء، والابتعاد عن قمع الطفل والجوء الى ضربه والصراخ عليه في حال ارتكاب الاخطاء بل استخدام حوار النقاش والحوار لتعليمه المبادئ والقيم السليمة .
خامسا : تشجيع الأطفال على تسجيل الملاحظات وحفظ التجارب وتكرارها، من أجل معرفة الصواب والخطأ، وذلك عن طريق الرسم والكتابة والتصوير ، فذلك يعمل على ترسيخ هذه القيم والمبادئ منذ الصغر .
سادسا : استخدام العناصر المتوفرة في المنزل لإنشاء تجربة واستكشاف الغامض منها والاستفادة من الأجهزة الإلكترونية الخاصة، والدخول إلى الإنترنت والبحث عن المعلومات المهمة ، فلا بد من الاستفادة من عصر التكنولوجيا بما هو مفيد للطفل وعرض عليه افلام كرتون ترسخ القيم والمبادئ السليمة لديه .
سابعا : يعد الحب والتفاهم بين الطفل وأبويه من أهم مقومات غرس القيم لديه، فالطفل يتمثّل قيم من يحب، والعلاقة الدافئة تعزز اكتسابه للقيم بيسر ودون عناء ، فاحتواء الطفل وتفهم حاجاته وتعليمه بالحب والحنان يرسخ القيم السليمة .
ثامنا : يجب أن تتنوّع الوسائل والأساليب التي تستخدم في عملية الغرس، فتكرار القيم بوسائل متنوعة يعمّقها في نفسه، كما أنه يساعد على مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال ، فيمكن ذكر مرة قصة واليوم التالي مشاهدة فلم عن ذلك واليوم الآخر غناء له انشودة عن تلك القيمة وهكذا .
تاسعا : على الأبوين تجنب وصم الطفل بأوصاف سلبية، مثل (كذاب، مهمل، أناني،.. إلخ)، لأن ذلك يدعم القيم السلبية في شخصيته، ويفقده الثقة في القدرة على اكتساب القيم الإيجابية، فهناك ما يسمى بعلم النفس النبئوة المحققة لذاتها أي ما تتوقعه من الطفل يعمل على تحقيقه .
وبالنهاية يمكن القول أن الآباء يلعبون الدور الأكبر في غرس هذه القيم لدى الطفل منذ نعومة أظافره، لان الطفل يولد صفحة بيضاء، لا يدرك السيئ من الجيد، ولا المقبول من المرفوض، ولا المفضّل من المكروه، وإنما يتعلّم ذلك ممّن حوله وخاصة والديه ، فينبغي الحذر من التعارض بين الأبوين في توجيه الطفل، كأن يشجعه الأب على القيام بسلوك ما، بينما تقابل الأم هذا السلوك بالرفض، فهذا يوقع الطفل في حيرة، ويفقده القدرة على التمييز بين المقبول والمرفوض، فضلا عمّا قد يصيبه من أضرار نفسية ، وتجنب مقارنة الطفل بغيره كوسيلة لغرس قيمة ما، لأن ذلك يخلق لديه حالة من النفور تجاه هذه القيمة وتجاه الشخص الذي يقارن به.