عدد آيات سورة الفجر هو ثلاثين آية، وهي في الجزء الثلاثين من القرآن الكريم.
- وهي من السور المكية التي تركز على بناء العقيدة في النفوس، وتذكر بعضاً من أهوال يوم القيامة، كما تذكر بعضاً من قصص السابقين وكيف أهلكهم الله تعالى بسبب كفرهم وعدم إتباعهم أنبياء الله تعالى والإيمان به، لتكون مواساة للنبي صلى الله عليه وسلم، وعبرة للمؤمنين.
- وهذه السورة المباركة لها سبب نزول وهو ما ورد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من يشتري بئر رومة يستعذب بها غفر الله له، فاشتراها عثمان بن عفان رضي الله عنه، فقال: هل لك أن تجعلها سقاية للناس؟، قال عثمان: نعم”، فأنزل الله تعالى في عثمان بن عفان -رضي الله عنه- قوله: "يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية * فادخلي في عبادي * وادخلي جنتي” سورة الفجر 27-30 صححه الألباني.
- أما بخصوص فضل تلاوتها، فلم يثبت في صحيح القرآن الكريم والسنة النبوية أن هناك فضلاً معيناً لسورة الفجر، فهي كغيرها من السور التي لم يرد فيها نص صريح بفضلها.
-والأحاديث التي تتحدث عن فضل هذه السورة هي أحاديث موضوعة وغير صحيحة منها:
أولاً: حديث "من قرأ سورة الفجر في الليالي العشر (بداية ذي الحجة) غُفر له، ومن قرأها في سائر الأيام كانت له نوراً يوم القيامة" فهذا الحديث موضوع.
ثانياً: حديث:"من قرأ سورة الواقعة وتعلمها لم يكتب من الغافلين ولم يفتقر هو وأهل بيته ومن قرأ والفجر وليال عشر في ليال عشر غفر له" وهذا الحديث في إسناده كذاب.
- والسورة ابتدأت بالقسم بوقت الفجر وصلاة الفجر، لما لهذه الصلاة من مكانة كبيرة في ديننا، فهي تحث على صلاة الفجر والتي وردت فيها أحاديث كثيرة منها: حديث جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى الصبح، فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء؛ فإن من يطلبه من ذمته بشيء يدركه، ثم يكبه على وجهه في نار جهنم». رواه مسلم وأحمد.
- وكما أن هناك نصوصاً تحذر من التهاون في صلاة الفجر، بدليل حديث أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أثقلُ الصلاةِ على المنافقين صلاةُ العشاءِ، وصلاةُ الفجرِ، ولو يعلمون ما فيهما لأتَوْهما ولو حَبْوًا" رواه مسلم
- ولكن ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم وصّى بقراءتها في بعض الصلوات الجهرية عندما شكى بعض الناس من إطالة معاذ بن جبل رضي الله عنه بالصلاة وهو إماماً، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن معاذ بن جبل رضي الله عنه كان يصلي مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم يأتي قومه فيصلي بهم الصلاة، فقرأ بهم البقرة، فتجوّز رجل فصلى صلاة خفيفة فبلغ ذلك معاذاً فقال: إنه منافق، فبلغ ذلك الرجل فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، إنا قوم نعمل بأيدينا ونسقي بنواضحنا، وإن معاذاً صلّى بنا البارحة فقرأ البقرة، فتجوّزت فزعم أني منافق، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يا معاذ أفتّان أنت؟ - قالها ثلاثاً -، اقرأ (والشمس وضحاها) و (الفجر) و (الليل إذا يغشى) و (سبّح اسم ربك الأعلى). ونحوها) متفق عليه
- وعليه: فلا يوجد فضل مخصوص في تلاوة هذه السورة، ولكنها تحمل أجر تلاوة سائر القرآن الكريم، وهو كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم:"منْ قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرة أمثالِها لا أقولُ ألم حرفٌ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ" أخرجه الترمذي وصححه الألباني.