كم الوقت الفاصل بين الأذان والإقامة وهل يختلف بين الصلوات الخمس

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٤ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حدد وقتاً معيناً بين الأذان والإقامة لكل صلاة، وهذا يعود إلى تحديد وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في كل بلد حيث تضع أوقات محددة بين الآذان والإقامة لكل صلاة.

- كما يعود التحديد إلى الإمام الراتب الذي يعرف مصلي الحي الملتزمين بصلاة الجماعة، هل يأتون بكير إلى الصلاة أم يتأخرون، أو قد يكون هناك اتفاق بينه وبينهم على مدة زمنية محددة كربع أو ثلث ساعة أو أكثر أو أقل من ذلك.

- وقد تختلف أوقات الصلاة عن غيرها، فمثلاً صلاة الفجر قد تكون المدة بين الآذان والإقامة طويلة مما يقارب النصف ساعة أو أكثر حتى يتمكن الناس من الاستيقاظ من النوم والوضوء ثم الذهاب إلى المسجد.

- وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا رآهم اجتمعوا عجّل في إقامة الصلاة، وإذا رآهم أبطؤوا أخّر عليه الصلاة والسلام إقامة الصلاة، وإلا المغرب فإنه يبادر بها عليه الصلاة والسلام كان لا يبقى بعد الأذان إلا قليلا يصلي ركعتين بعد الأذان ثم يقيم صلى الله عليه وسلم، وذلك لأن المدة قصيرة بين وقتي المغرب والعشاء.

- وأما في صلاتي الظهر والعصر والفجر والعشاء فيتحرى الإمام الوقت المناسب الذي يجمع الناس ويرفق بهم إذا أذن ذهب يتوضأ، وقد يكون عليه غسل فلا يعجل إلا العشاء بزيادة فإنه لا يعجل إذا رآهم ما اجتمعوا فيتأنى حتى يجتمعوا وإلا الظهر في شدة الحر، إذا اشتد الحر في الظهر فله الإبراد لقول النبي صلى الله عليه وسلم:"إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم" متفق عليه.
 

- وقال جمهور أهل العلم: يستحب تأخير الظهر في شدة الحر إلى أن يبرد الوقت، وينكسر الوهج، وخصه بعضهم بالجماعة، فأما المنفرد فالتعجيل في حقه أفضل، وهذا قول أكثر المالكية، والشافعي أيضا، لكن خصه بالبلد الحار، وقيد الجماعة بما إذا كانوا ينتابون مسجدا من بعد، فلو كانوا مجتمعين، أو كانوا يمشون في كن، فالأفضل في حقهم التعجيل، والمشهور عن أحمد التسوية من غير تخصيص ولا قيد، وهو قول إسحاق والكوفيين، وابن المنذر. 

-والإقامة تعني: الإعلام بالقيام إلى الصلاة بذِكرٍ مخصوصٍ ورد به الشرع.

-وهناك فروقات بين الآذان والإقامة هي:
1- إن ألفاظ الأذان مثنى، وألفاظ الإقامة فرادى، فعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: "أُمر بلالٌ أن يشفع الأذان، وأن يوتر الإقامة، إلا الإقامة"، (رواه البخاري ومسلم).
- ومعنى قوله: (إلا الإقامة) أي: إلا لفظ قد قامت الصلاة فإنه يثنى.

2- كما يستحب في الأذان الترسُّل والتمهُّل، ويستحب في الإقامةِ الإسراعُ والحدرُ؛ لأن الأذان للغائبين، فكان الترسُّل فيه أنسب، والإقامةُ للحاضرين، فكان الإسراع فيها أنسب.

3- ويكون الآذان لمن كانت عليه فوائت وأراد أن يقضيها فيؤذن للصلاة الأولى فقط، ثم يقيم لكل صلاة؛ وذلك اقتداء بفِعله صلى الله عليه وسلم، "فقد أتى المزدلفة، فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين"، (رواه مسلم). 

4- كما يستحب أن يكون الشخصَ الذي يقيم الصلاة هو نفس المؤذَّن. 

5- هناك بعض الصلوات لا يشرع فيها لا أذان ولا إقامة وهي:
- صلاة العيدين.
- صلاة الخسوف والكسوف.
- صلاة الاستسقاء.
- صلاة الجنازة.
وإنما يقال في هذه الصلوات وخاصة (العيدين والخسوف والكسوف والاستسقاء): الصلاة جامعة، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما، قال: "لما كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نُودي: أن الصلاة جامعة" (رواه البخاري ومسلم).

- وننبه إلى أن المدة التي بين الآذان والإقامة هي من الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم:" الدُّعَاءُ لَا يُرَدُّ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ" رواه الترمذي وحسنه الألباني. فعلى المسلم أن يحرص على هذا الوقت وأن يأتي للصلاة مبكراً ويستغل هذا الوقت بصلاة السنن ثم الدعاء.

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة