في أي عام كانت غزوة الخندق؟

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٠ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
  حصلت غزوة الخندق (الأحزاب) في شهر شوال من العام الخامس للهجرة - حيث علم  الرسول الله صلى الله عليه وسلم أن قريشاً جمعت لقتال المسلمين جيش قوي بلغ عدده عشرة آلاف مقاتل - بتحالفها مع بعض قبائل العرب ويهود بني النضير وبني غطفان.

- فعرض النبي صلى الله عليه وسلم الأمر على أصحابه وطلب منهم المشورة فأشار عليه الصحابي سليمان الفارسي - رضي الله عنه -  بحفر الخندق وقال له: (إنا كنا بأرض فارس إذا حوصرنا خندقنا علينا)، ولم تكن العرب تعرف حفر الخنادق من قبل ذلك التاريخ.
- فاستجاب النبي صلى الله عليه وسلم الى مشورة سليمان الفارسي وباشر الصحابة بحفر الخندق والرسول صلى الله عليه وسلم معهم - وكان ذلك في الجهة الشمالية للمدينة المنورة.
- فعندما وصل جيش الأحزاب فوجؤا بالخندق فقاموا بحصار المدينة واستمر هذا الحصار فتره حتى نصر الله سبحانه وتعالى المسلمين بريح قوية أطاحت بالجيش كله!
- ولم يستطع أحد من الكفار تجاوز الخندق إلا المشرك عمرو بن عبد ود فارس قريش .
- ويذكر ابنِ إسحاقَ  هذه الحادثة فيقول : خَرَجَ - يَعنِى يَومَ الخَندَقِ - عمرُو بنُ عبدِ وُدٍّ فنادَى : مَن يُبارِزُ؟ فقامَ عليٌّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وهو مُقَنَّع فى الحَديدِ فقالَ : أنا لَها يا نَبِيَّ اللَّهِ. فقالَ:  إنَّه عمرٌو، اجلِسْ .
ونادَى عمرٌو: ألا رَجُلٌ . وهو يُؤَنَبُهُم ويَقولُ : أينَ جَنَّتُكُمُ التى تَزعُمونَ أنَّه مَن قُتِلَ مِنكُم دَخَلَها؟ أفَلا يَبرُزُ إلَيَّ رَجُل ؟
فقامَ عليٌّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فقالَ : أنا يا رسولَ اللَّهِ . فقالَ:  اجلِسْ .
ثُمَّ نادَى الثَّالِثَةَ وذَكَرَ شِعرًا، فقامَ عليٌّ فقالَ : يا رسولَ اللَّهِ أنا . فقالَ:  إنَّه عمرٌو ، قال : وإِن كان عَمرًا.
فأَذِنَ له رسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فمَشَى إلَيه حَتَّى أتاه وذَكَرَ شِعرًا ، فقالَ له عمرٌو: مَن أنتَ؟
قال: أنا عليٌّ .
قال : ابنُ عبدِ مَنافٍ ؟
فقالَ : أنا عليُّ بنُ أبى طالِبٍ.
فقالَ : غَيرُكُ يا ابنَ أخِى مِن أعمامِكَ مَن هو أسَنُّ مِنكَ ، فإِنِّى أكرَهُ أن أُهَريقَ دَمَكَ .
فقالَ عليٌّ - رضي الله عنه - : لَكِنَى واللهِ ما أكرَهُ أن أُهَريقَ دَمَكَ .
فغَضبَ فنَزَلَ وسَلَّ سَيفَه كأنَهّ شُعلَةُ نارٍ ، ثُمَّ أقبَلَ نَحوَ عليٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - مُغضبًا ، واستَقبَلَه عليٌّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بدَرَقَتِه ، فضَرَبَه عمرٌو في الدَّرَقَةِ فقَدَّها ، وأَثبَتَ فيها السَّيفَ وأَصابَ رأسَه بشَجَّةٍ ، وضَرَبَه عليٌّ على حَبلِ العاتِقِ فسَقَطَ ، وثارَ العَجَاجُ ، وسَمِعَ رسولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - التَّكبيرَ، فعَرَفَ أن عَليًّا قَد قَتَلَه" .

-وهذا يدل على شجاعة وقوة الصحابي الجليل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - الذي تربى في مدرسة النبوة والقوة والشجاعة، وفي ميدان الرجولة والعزة والكرامة،

- كما أن علياً - رضي الله تعالى عنه - كان يومها في عمر الشباب، فأين الشباب اليوم من الاقتداء به وبغيره من الصحابة الكرام!! بل أن معظمهم يقتدون اليوم بالشخصيات الأجنبية الكافرة والمغنيين والممثلين واللاعبين ومشاهير منصات التواصل الاجتماعي!!

- ويذكر أن فارس قريش عمرو بن ود - كان من هيبته وقوته وجبروته وشدة بطشه أن النساء كانت تخوف صغارها ذكر اسمه أمامهم!!!

  - ومن أهم الأحداث التي حصلت غير تلك الحادثة :
1- موقف حذيفة بن اليمان صاحب سر النبي صلى الله عليه وسلم عندما بعثه النبي ليستطلع أخبار العدو وقال له : لا تحدث أمراً ، فتسلل بالليل ودخل إلى خيمة أبي سفيان حيث يجتمع مجلس الحرب ، فقال ابو سفيان ليتعرف كلاً منكم على من يجلس بجانبه وكان الوقت ليلاً ظلاماً، وهذا يدل على ذكاء أبو سفيان، ولكن حذيفة بن اليمان أذكى منه فقال لمن يجلس بجانبه من أنت ؟
- فسمع أخبار العدو وما يخططون له دون أن يعرفه أحد!!! حتى أنه قال لولا وصية رسول الله لقتلتهم جميعاً في الخيمة!!!

2- المعجزات التي أيد بها الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم
ظهرت عدة معجزات على يد النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الخندق ومنها :

1- عندما ظهرت للمسلمين أثناء حفر الخندق كدية : وهي قطعة صلبة من الارض بين الحجارة والطين) فجاء النبي صلى الله عليه وسلم بإناء فيه ماء فتفل فيه ثم دعا بما شاء الله أن يدعو به فنضح الماء على تلك الكدية فنهالت وعادت كالكثيب (الكثيب : الرمل ينهال ويتساقط من لينه ).

2- ظهور البركة في الطعام: وذلك عندما ذبح جابر وزوجته العناق وطبخوه لرسول الله وبعضاً من أصحابه قالت : فجاء جابر إلى النبي صلى الله عليه وسلم  وقال له :  يا رسول الله صنعت لك طعاماً أنت ورجلاً أو رجلان:  فقال النبي صلى الله عليه وسلم أيها المهاجرون والأنصار جابر بن عبد الله صنع لكم طعاماً ففهلموا. 
- يقول جابر : فلما دخلت على امرأتي، فقلت : ويحك جاء النبي صلى الله عليه وسلم بالمهاجرين والأنصار ومن معهم ! قالت : هل سألك ؟ قلت : نعم ، فقال : " ادخلوا ولا تضاغطوا " فجعل يكسر الخبز ويجعل عليه اللحم ويخمر البرمة والتنور إذا أخذ منه ويقرب إلى أصحابه ، ثم ينزع ، فلم يزل يكسر الخبز ويغرف حتى شبعوا . وبقي بقية قال : " كلي هذا و أهدي ، فإن الناس أصابتهم مجاعة ".    ،   ( البرمة : القدر ، الأثافي : حجارة ثلاث يوضع  عليها القدر ، يخمر : يغطي )

3- أرسل الله سبحانه وتعالى ريحا شديدا في ليال شاتية شديدة البرد فجعلت تقلب قدورهم وتطرح أبنيتهم . قال  تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا ) (الأحزاب : 9)