أريد أن أجيبك من واقع تجربتي علها تفيدك، فلقد درست هندسة العمارة في سنتي الجامعية الأولى ثم حولت لهندسة ميكانيك وأنا الآن أعمل في مجال صناعة وتقييم المحتوى على الإنترنت! ومن يدري أن نهايتي ستكون كذلك!
في الواقع في ظل دراستي لهندسة الميكانيك كنت متحمسة وأريد إنهاء سنواتي الدراسية بأسرع وقت ممكن لأنني توقعت الكثير من سوق العمل وحرصت على التخرج كذلك بمعدل تنافسي عال لأضمن فرصة لا بأس بها في سوق العمل وهنا كانت الصدمة! لم أجد حتى فرصة تدريب مجانية! أو أنها لم تعطى لي رغم إصراري على محاولة الحصول عليها بسبب عدم وجود شواغر حتى على مقاعد التدريب وهنا كانت القشة التي قسمت ظهر البعير وجعلتني أحول مجال عملي لأعمل بهوايتي في مجال الكتابة وتأليف المقالات، لكنني رغم ذلك وفي البداية اتخذتها مهنة على الرف كاحتياطي لغاية الحصول على عمل في مجال دراستي، فكيف أضيع 4.5 سنة دراسية! ولقب مهندسة ومعدل عالي! لكنني في الحقيقة بدأت أكتشف مع الوقت أنني أضع آمالاً على مجهول، وأن احتمالات ضمان عمل في الهندسة قد تأتي اليوم وتختفي غداً بسبب الطلب شبه المعدوم عليها حاليا بعد أن اكتفى سوق العمل منها. وهنا كسرت آخر آمالي ووزعت آخر كتب تخصص أملكها وأحاول تطوير نفسي في مجال عملي حالياً لأانني بدأت أكتشف أن العمل الرقمي هو مستقبل العالم حالياًَ!
وبذلك فأنا حقيقة أنصحك بأن تبحث عن شغفك في مجالات سوق العمل، واعلم أنه لو كان ما تحبه فرصه قليلة في سوق العمل فأنت تغامر بنفسيتك التي ستتحطم عندما تكتشف أنك درست ما درسته "على الفاضي" والأسلم أن تبحث عن أقرب تخصص جامعي لميولك وعليه طلب في سوق العمل لتكون على الأقل قد جمعت بين حب التخصص وبين عمل مضمون!