سلبية بلا شك، لأن ادعاء المثالية يناقض مفهوم الذات الواقعي الذي نمتلكه عن أنفسنا، علاوة على ذلك فإن المثالية هي واحدة من الأفكار اللاعقلانية التي تحدث عنها ألبرت أليس في نظريته والتي يؤدي تبنيها إلى شعور الفرد بالدونية والضعف والإحباط، والسبب بسيط وهو أن لا أحد مثالي ولا أحد كامل والجميع لديه ايجابياته وسلبياته وقوة الفرد تكمن في اعترافه بهذا والتصرف على أساسه، كما أن إدعاء المثالية يترك آثاره السلبية في العديد من جوانب شخصية الفرد ومنها:
1. تطوير الذات : كيف للشخص أن يتطور إذا لم يعترف بأن هناك بعض الأمور التي تحتاج التطوير والتحسين؟ لأن الفرد حتى يمتلك القدرة على تطوير الذات يجب أن يكون على دراية تامة بنفسه بما فيها من إيجابيات وسلبيات حتى يقوم بتطوير ما هو إيجابي وتحسين ما هو سلبي.
2. مفهوم ذات غير حقيقي : إدعاء المثالية تعني أن الفرد يخدع نفسه قبل خداع الآخرين، وقد يضع الفرد نفسه في مواقف تتجاوز قدراته ليثبت هذا مما ينتج عنه محاولات وتجارب فاشلة لا يؤمن بأنه السبب فيها، مما يسبب الإحباط المستمر للفرد وإحراج نفسه أمام الآخرين.
3. علاقات فاشلة : الشخص الذي يدعي المثالية يرى كل الأشياء ناقصة لأن المثالية وهم، لذلك مهما قام الطرف المقابل في العلاقة سواء كانت علاقة صداقة، قرابة، زواج ... الخ لن يستطيع القبول بها، سيراها دائماً ناقصة وكونه هو ليس كاملاً كما يدعي ستكبر الفجوة بين الطرفين حتى تنتهي العلاقة، لذلك لا بد من التنازل عن التفاصيل الصغيرة التي تجعلنا نعلم أنه مهما كان الأمر جيداً لن يصل إلى الكمال.
4. المثالية نسبية : هناك مقولة مثيرة للاهتمام قالها أنيس منصور: "قررت ألّا أتزوج حتى أجد المرأة المثالية وحين وجدتها لكنها كانت تبحث عن الرجل المثالي" هذه الجملة تجعلنا نستدل على أن المثالية نسبية فهو عندما وجد المرأة المثالية له قد تكون غير مثالية في عيون الآخرين، كما هي لم تره بهذه المثالية التي كان يتحدث عنها، لذلك إدعاء المثالية أمر لا يمكن أن يدركه الشخص لأنه غير موجود.
قال نجيب محفوظ : "توقف عن إدعاء المثالية، وإن كنت حقاً بهذه الروعة توقف عن الحياة لأن هذا المكان ليس لك"