الإمتحان عموماً هو تقييم للطالب لمدى فهمه لموضوع المادة، وقد يكون شفوياً أو تحريرياً أو مقابلة أو إجراء عرض أو تجربة ما، وبكل الأحوال، فإن الإمتحان مؤشر ضروري لقياس درجة الإستفادة، ولا بديل عنه بتاتاً، لذا، فإن الهم الأكبر أمام الطالب إجتياز هذا الإمتحان بأقل الخسائر، بعضهم قد يكفيه النجاح فقط، في حين البعض الأخر يرغب اجتيازه لكن مع التفوق، وهذا يعتمد على شخصية الطالب ومدى استيعابه لأهدافه الخاصة.
يجب أن لا يفوتنا هنا شخصية المدرس، فهي قد تكون مرعبة أمام الطالب، وقد يكون من الذين تتسم نمط اسئلتهم بالصعوبة والتعقيد، وهذا يزيد من ارهاق فكر الطالب ومن تفكيره الدائم بالإمتحان أكثر من أهمية فهم المادة العلمية نفسها، فنراه يبحث عن الأسئلة السابقة بشغف وشوق أكثر من بحثه عن الحالات الجديدة.
الإمتحان يحتاج من أي واحد فينا الى الشخصية المتوازنة، إذ فعلاً يعتبر الخوف من الفشل سبب لا يمكن الإستهانة به لكن يبقى الامتحان الحافز الأكبر أمامنا لإثبات نجاحنا أو تفوقنا، عدا عن تأثير التربية الأسرية في قضية التصدي للإختبارات بشكل عام، فالطالب المعتمد على مساعدة الأهل في الدراسة وفي توفيرهم لمستلزماتها، فإنه يجد نفسه داخل قاعة الإمتحان بعيداً عن داعميه ووجهاً لوجه مع ذاكرته وفهمه وذكائه في حفظ المادة، وكلما كان الطالب مستعداً أكثر للإمتحان كلما زادت قدرته على تجاوز لحظات الإمتحان الذي يعدها الكثير منا أنها فعلاً لحظات رهبة حقيقية، ويمكن رصد هذه الرهبة من نظرات الطالب بعد قراءته أو تلقيه السؤال وخاصة إذا كان هناك جمهور ينتظر منه أن يجيب بسرعة أو بلباقة وتنظيم ملفتين للنظر، وهنا يكون الطالب على المحك كأنه أمام أكثر من إختبار واحد.