إن النظر إلى أسباب الهجرة ودواعيها يمكن أن يعطي دلالة على ترجيح فائدة الهجرة وضررها على الشخص وعلى الدول المضيفة نفسها، فكثير من الناس يهاجرون لأسباب مختلفة، والتي تختلف من شخص لآخر وبالتالي تعتمد الآثار الإيجابية والسلبية العائدة على الفرد على مجموعة من العوامل، كشخصية الفرد وطبيعة البلد المُستضيف وسياساته اتجاه المُهاجرين.
- أسباب الهجرة ودواعيها:
أولاً: الأسباب الاقتصادية: وهي أحد أهم الأسباب التي تدفع الناس إلى الهجرة، حيث يسعى الناس إلى تحسين مستوى معيشتهم من خلال الهجرة إلى أماكن أخرى. بسبب تعرض بلادهم للأزمات الاقتصادية والبطالة وعدم تقدير الكفاءات وإنخفاض فرص العمل والكثافة السكانية.
ثانياً: الأسباب الاجتماعية: كعلاقة القرابة والدين واللغة والمعرفة وكذلك القومية، فيهاجر الناس إلى المناطق التي يوجد فيها مهاجرون سابقون تربطهم بهم روابط وعلاقات اجتماعية، وتعتبر هجرة
(الألمان إلى البرازيل (واستقرارهم في المناطق الجنوبية منهم، وما يحدث مع السوريين بلم شمل أقاربهم في البلاد التي هاجرو اليها، أمثلة على الهجرة لأسباب اجتماعية.
ثالثاً: الأسباب الدينية: كثير من الناس يهاجرون إلى أماكن أخرى لأسباب دينية، لأنهم يتعرضون للاضطهاد لأنهم أقليات دينية.
رابعاً: الأسباب السياسية: تظهر الأسباب السياسية
للهجرة إلى حد كبير في الهجرات الدولية في حالات الحروب، حيث يهاجر الناس بدافع
الرغبة في الحصول على حرياتهم حرية التعبير والمعتقد.
- فوائد الهجرة: منها فوائد تعود على الدول نفسها ومنها فوائد تعود على أشخص المهاجر ولكن معيار الفائدة والضرر يختلف من شخص لآخر وفقاً لوضعه في الدولة المهجرة والظروف والأسباب التي أدت به لترك موطنه الاصلي.
1. فوائد الهجرة للفرد: هناك العديد من الآثار والمنافع الإيجابية التي تعود على الفرد المُهاجر، نذكر بعضاً منها:
أ- تحسين المستوى الإقتصادي والمادي للأفراد المُهاجرين من خلال توفير فرص عمل أفضل ودخل أعلى.
ب- توفر الهجرة فرص تعليم أفضل في جامعات ذات تصنيف أعلى من تلك الموجودة في بلدان المهاجرين.
ت- تمنح الهجرة فرصة التعرف على ثقافات جديدة، والالتقاء بأناس جدد، وتعلم لغات جديدة، وزيارة أماكن جديدة.
ث- تساعد الهجرة الأفراد على اكتشاف الذات وتطويرها، وزيادة الثقة بالنفس.
ج- يستطيع الفرد تطوير مهاراته في أغلب مجالات الحياة العلمية والعملية.
ح- يصبح المهاجرون قادرين على الإدخار.
2. فوائد الهجرة على الدولة المضيفة:
ب- البلد المضيف يصبح متنوعاً ثقافياً.
ت- يجلب المهاجرون معهم العديد من الأفكار الإبداعية والطاقة الكبيرة.
ث- تزداد النسبة المئوية
للتحويلات المالية في البلدان التي يهاجر الأفراد منها.
ج-
ينخفض معدل البطالة، ويزيد من فرص المهاجرين في تحسين مستوى معيشتهم.
- آثار الهجرة السلبية:
أولاً: آثار الهجرة السلبية على الفرد: قد تؤثر الهجرة سلبيًا على حياة الفرد وتُلحق الضرر الكبير به، ومن آثار الهجرة السلبية على الفرد ما يلي:
1. يتعرض المُهاجرون في كثير من الدول إلى الإضطهاد والتمييز والتهميش والعنصرية، ويكون ذلك بنسب متفاوتة اعتماداً على ثقافة البلد المُستضيف.
2. يواجه المُهاجرون مشاكل في التواصل مع السكان الأصليين وذلك لوجود الحواجز اللغوية بينهم (إختلاف اللغات).
3. تفكك الأسرة لصعوبة تواصل الفرد المُهاجر مع باقي أفراد العائلة، مما قد يتسبب بأمراض وضغوطات نفسية لدى أفراد الأسرة.
4. استغلال المُهاجرون، وخصوصاً في قضايا الاتجار بالبشر.
5. يواجه المُهاجر صعوبة في الإندماج والتأقلم مع ثقافة وبيئة ونمط حياة البلد المُستضيف.
6. حرمان الفرد المُهاجر من الرعاية الصحية والتعليم والخدمات، ويعتمد ذلك على سياسات البلد المُستضيف، قد يلجأ المُهاجر إلى المخدرات أو السلوكيات السلبية، هربًا من الوحدة والعزلة الإجتماعية والضغوطات النفسية والإحباط.
ثانياً: سلبيات الهجرة على الدولة المضيفة:
- زيادة في عدد السكان، مما سيؤثر على الخدمات العامة ويضغط عليها في البلد الذي يجذب المهاجرين.
- سهولة الهجرة والتنقل من مكان إلى آخر قد تتسبب في إنتشار الجريمة والاتجار بها.
- إمكانية زيادة معدل البطالة إذا كان هناك أعداد كبيرة من المهاجرين.
- يتجاهل أصحاب العمل الابتكار والإنتاجية والتدريب إذا كان هناك انخفاض في الأجور.
- تفتقر البلدان المانحة المهاجرة إلى الأشخاص المدربين تدريباً عالياً الذين يهاجرون إلى بلد آخر، وخاصة أولئك الذين يعملون في المجال الصحي.
- ظهور المشاكل الاجتماعية المتمثلة في ظهور الأطفال بعيدا عن والديهم، بسبب هجرة الوالدين خارج البلاد.