قد يعتقد البعض بأن الثقافة التاريخية ترف فكري لا يحقق اي أهمية ملموسة في حياتنا و هذا على النقيض تماماً من الواقع، فالتاريخ هو عبارة مرآة تعكس لنا المستقبل و يجنبنا أخطاء وقع بها من سبقنا، فمثلا لو كنت تملك جيش جبار فلن انصحك بغزو روسيا فقد كانت عاقبة هذا وخيمة على كل من حاول ذلك، و لو كنت متطرف تؤمن بالعنف فلن تصدق بان غاندي حرر شبه قارة كاملة من الاستعمار بالاضراب السلمي عن الطعام و العصيان المدني، فالتاريخ مليء بالقصص ذات العبر و الحكم التي ستترك بصمتها في عقلنا و طريقة تفكيرنا و سنتمكن من بعد ذلك من استخدام هذه العبر في حياتنا اليومية بشكل قد يغير من حياتنا، و عدا عن ذلك قراءة التاريخ تُفتّح عقلنا و تجعلنا نسأل انفسنا على اي جانب سيصنفونا الاجيال القادمة؟ و هذا سؤال جدا مهم فقبل محاكمة الشخصيات التاريخية لابد لنا انا نحاكم انفسنا و افعالنا و هذه العملية هي ما تمكنا من اتخاذ المواقف الصحيحة اخلاقياً و منطقياً.
بالإضافة إلى ان الإرث الحضاري لثقافتنا غني جدا و اثمن من ان يضيع فمثلا ارض وطننا غنية بالقصص التاريخية منذ الاف السنين من ايام الموأبيون و العمونيون و الأنباط و الحضارة الإسلامية و هم اسلافنا و لهم حق علينا بحفظ تاريخيهم الغني و هذا واجب وطني و قومي.
انا شخصياً من قرأتي المتواضعة بالتاريخ أمنت بنظرية تأثير الفراشة و هي ان عامل صغير جداً قد يغير مجرى التاريخ كاملاً، فعلى سبيل المثال لا الحصر مراهق صربي تسبب في بداية الحرب العالمية الأولى، و هذا الإيمان يزيد من عزيمتك و ثقتك بنفسك بقدرتك على التغير فقد تكون.
28 مشاهدة
