رغم أن شركة جوجل تُعتبر عملاق التكنولوجيا في العالم، ومُحرك بحثها يُعد الأشهر بين مستخدمي شبكة الإنترنت، إلا أن العديد من محركات البحث بدأت تنافسها، بل ومن الممكن أن تتجاوزها خلال السنوات القليلة المقبلة، ولكن يبقى السؤال أين العرب من السباق، ولماذا لا يوجد محرك بحث عربي ينافس جوجل؟
من أهم أسباب التأخر في هذا المجال في عالمنا العربي:
- العامل الاقتصادي: إذا ما أرادنا الوصول إلى محرك بحث يُنافس جوجل، فعلينا توفير إمكانيات مادية وبنية تحتية توازي ما لدى العملاق الأمريكي.
- ضعف الدور الحكومي: رغم أن الدراسات العالمية تُشير إلى أن الدول العربية تملك مقومات أن تكون منافسًا قويًا في قطاع التكنولوجيا، إلا أن ذلك لا ينطبق على الحكومات العربية، التي لا تملك أي توجه أو خطط طويلة الأمد لدخول المنافسة العالمية فيما يتعلق بمحركات البحث أو إنشاء منصات تواصل تنافس جوجل.
- هوس الثراء: كثير من الشباب العربي إن توافرت له أسباب النجاح وحقق مشروعه نُموًّا حقيقيًّا، يسارع إلى بيعه في سبيل تحقيق الثراء، لذا فإن أي نواة لمحرك بحث عربي ممكن أن يصطدم باستحواذ جوجل نفسها عليه!
- لا يوجد فهرس عربي: نجاح مشروع "محرك البحث العربي"، يعتمد بالأساس على عدد صفحات الويب العربية التي يفهرسها، وإذا ما نظرنا إلى الأرقام، فإن حجم أكبر فهرس لصفحات الويب العربية التي وفرها محرك بحث عربي، لا يتجاوز 10% من صفحات الويب العربية التي فهرسها محرك بحث جوجل.
محرك بحث عربي
وجود محرك بحث عربي قوي، سيُمثّل اللبنة الأولى وحجر الأساس لتطوير كافة الأدوات اللغوية الرقمية، والتي بدورها تلعب دورًا رئيسيًّا في إرساء المجتمع المعرفي، كالفهم الآلي للغة العربية وتطوير صناعة الترجمة الآلية الفورية، والتفاعل بين الإنسان والآلة، ما يعني المساهمة في تأسيس علم البحث في المحتوى العربي الذي سيكون من العلوم الأساسية الجديدة.
ورغم وجود عدة محركات بحث عربية، إلا أنها لم تبرز على السطح بالشكل المرغوب فيه، رغم أن العالم العربي يحتوي على إمكانيات ضخمة، ما يتطلب وضع خطة تواكب التوجه العالمي نحو الاستثمار في قطاع التكنولوجيا، كما يجب البناء على ما تحقق، إذ عدة شركات عربية استطاعت وضع بصمتها وتنال تصنيفًا من بين أوائل المواقع في عدة مجالات، بل ونافست شركات عملاقة، وذلك يدع مجالًا للقول بأن بروز محرك بحث عربي ينافس جوجل أمر ممكن، ليس مستحيلًا!