ربما قد شاهدت قبلًا فيلمًا وثائقيًا أو حتى فيلمًا عاديًا يعرض فيه أشخاص يتعاطون نوعًا ما من حبوب الهلوسة. ترى كيف تأخذهم تلك الحبوب إلى عالم أخر، تجعلهم كأنهم دمى تتحرك بواسطة شخص أخر. دعني أخبرك ماذا تفعل هذه الأشياء الصغيرة بالدماغ.
عقار LSD أو عقار ثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك
تم تصنيع هذا الدواء من قبل الدكتور ألبرت هوفمان عام 1938، وبعد عشرين سنة من محاولات العلماء البحث عن أي فائدة طبية له، خرج الدكتور تيموثي لاري وبدأ بعمل ما هي أشبه بالدعاية لجعل المراهقين يقدمون على تعاطي هذا العقار!
لهذا العقار علاقة وثيقة مع هرمون السيروتونين، حيث يحدث تفاعل مع أحد مستقبلات هذا الهرمون. ويؤثر ذلك بشكل مباشر على الدماغ وكيفية إدراكه للأمور وتفسيره لها. إذًا فإن تناول عقار الـ LSD يفعل الهلوسات في عقلك، وذلك لأنه يخلق تأثير مشابه تمامًا لتأثير السيروتونين في الدماغ. وبما أن هذا الهرمون دور الرئيسي هو أن يتحكم في اليقظة، فإن التغيير من نشاطه والتلاعب به يؤثر على كيفية إدراكنا للأشياء، وبالتالي ستشعر بهلوسات سمعية وبصرية.
هل سبق وأن سمعت بـ "الأورا"؟ إنها المرحلة التي يدخل بها مريض الصرع قبل نوبته الصرعية مباشرة. تتراوح مدتها من شخص لآخر حسب حالته. في هذه المرحلة، فإن المصابين بالصرع يرون أمورًا غير موجودة في الواقع، وكذلك ربما يسمعون أشيائًا غير حقيقية، ولذلك تراهم يفزعون ويشعرون بالخوف، وتلك الحالة هي حالة هلوسة من نوع محدد. هذا الأمر يحدث في مكان يسمى القشرة الحركية. فعند زيادة النشاط في تلك المنطقة بشكل فوق الطبيعي تحدث الهلوسة. عندما نتحرك، فإن هذه القشرة تنشط. بينما إن لم نكن نتحرك، وقمنا بزيادة نشاط القشرة الحركية عن طريق أي مؤثر خارجي، فسنشعر أننا فعلًا نتحرك.
هذا هو ما يحدث عند أخذ عقار الـ LSD. الفرق هو أنه في حالة الصرع نشاط أجزاء الدماغ تزيد بلا سبب يبرر الحالة. بينما عند أخذ هذا العقار فإن العمل المشابهة لهرمون السيروتونين تصل إلى مستقبلات السيروتونين الموجودة في عملية الإبصار، وبذلك تظهر الهلوسات البصرية عندما يحصل نشاط غير طبيعي في الخلايا المخصصة للإبصار في الدماغ. فيظهر الأمر كأنك ترى شيئًا فعليًا بينما هو غير موجود يكون مشابهًا للأمور التي تحدث في الـ "الأورا" في حالة مريض الصرع.
وإليك هذه المعلومة أيضًا؛ إن هنالك أنواعًا أخرى من الهلوسات التي يختبرها متعاطو الـ LSD ومرضى الصرع غير الهلوسات البصرية. فإن الأمر مرتبط بالقشرة التي يزيد نشاطها. أي أن الهلوسات من الممكن أن تكون سمعية، أو حركية. ومن الممكن أن تشعر بعدة مشاعر في آنٍ معًا كالخوف والقلق بلا سبب واضح يبررهما. وغير ذلك من الأمور التي لا يمكن حصرها.