إلى أي حد تقودنا مشاعرنا لاتخاذ قرارات صحيحة في الحياة؟

هناك قرارات لا يجب أبدا الاستناد الى المشاعر عند اتخاذها، بل يجب تحكيم العقل فقط فيها نظرا لأهميتها وخصوصيتها بالنسبة لنا وتأثيرها على حياتنا الشخصية وربما المهنية، ولكن .. هذا لا يعني تغييب المشاعر تماما، بل اعطاء هذا الجانب وزن في القرارات التي نريد اتخاذ الانسب فيما يتعلق بها.

الاستشارة هنا مهمة، والاستفادة من تجارب الاخرين أيضا مهمة، مع أنه لكل شخص سيناريو خاص به، مع ذلك معرفة السيناريوهات القريبة مما لدينا أيضا مهم وله دور في تشكيل وعينا وربما يقدم لك اضاءة على شيء كنا نجهله.

القرارات وخاصة المصيرية أو الهامة لنقل .. بحاجة لتحكيم العقل أولا وأخيرا.

- في البداية نقول: أن الحياة والمشاعر متلازمتان تؤثر كل منهما بالأخرى
- عند اتخاذ أي قرار تكون الصعوبة هنا هي التنسيق بين المشاعر والقرار, لأن الهدف في النهاية أن يخدم القرار صاحبه
- السؤال الأول هنا: هل يمكن أن يتجرد الإنسان من مشاعره؟......... بالطبع لا!, فالمراكز العاطفية بالدماغ نشيطة بدون توقف! ومن هنا يأتي طيف المشاعر الواسع ما بين الملذات والألم حسب شخصية كل منا
- السؤال الثاني هنا: هل نستطيع تقنين هذه المشاعر وإلى أي حد؟  والجواب نعم!, فلا بد من محاولة "تنظيم مشاعرنا" حتى لا تؤذينا
- تنظيم المشاعر: مهارة حياتية مثل المهارات العقلية الأخرى تأتي بالتدريب والممارسة والإستفادة من تجارب الماضي الشخصية وتجارب الغير بل واستشارة الآخرين عند الحاجة .....................هذا يحتاج بالضرورة إلى شخصية سوية

إلى حد كبير جدا، فجزء من المشاعر هو الحدس الذي قد لا نفهمه ولا نفهم دوافعه ولكننا نتخذ قرارات أحيانا مصيرية على أساسه، فالحدس يوجههنا كصوت داخلي بأن هذا القرار صحيح حتى ولو كان أحيانا غير منطقي ولا مستوعب وقد لا نشعر بالراحة إلا عندما نستجيب له. 

قد تقودنا مشاعرنا الى التصرف بغباء وعدم  عقلانيه دراسه ودرايه في الأمور الشخصية او المستعجله او الأمور العامه في الحياة فيجب علينا استخدام عقولنا قبل مشاعرنا في الحياة وهي ليست قاعده عامه فقد تختلف الرؤيا من زاوية الى اخرى عند البشر 
فعلا سبيل المثال لا الحصر تعامل الأباء مع ابنائهم لمحاولة ارضائهم تتغلب العاطفه على المشاعر او العكس ان صح التعبير فيفشل الكثير من الاباء والامهات تجاه الابناء وما ينتج عنه فشل الأبناء غي مواجهة الحياة .

نحن نتخذ قراراتنا بناء على الاستئناس بتجارب الآخرين في الحياة،وهو نوع من المحاكاة المحمودة،لأننا نكتسب المهارات الاجتماعية من محيطنا.
لكن مشاعرنا قد تقودنا إلى اتخاذ قرارات صائبة لا يمكن تفسيرها.فالحدس واللاشعور يستحيل تفسيرها منطقيا،ومع ذلك قد يتحكمان في توجيه هذه القرارات.وهذا من الأشياء المبهمة التي لا تخضع للعلم التجريبي.
ولنضرب لذلك بعض الامثلة؛فقد يجد القائد العسكري نفسه مجبرا على اتخاذ قرارات عاجلة ومصيرية،فيتصرف تبعا لحدس أو لاشعور داخلي،لكنه يحار في اتفاق الأشياء.  

يعتمد دور المشاعر في اتخاذ القرار على طبيعة الشخص نفسه، حيث أنّ بعض الأشخاص يعتمدون على مشاعرهم وحدسهم في اتخاذ القرارات، أمّا البعض الآخر فيعتمدون على التفكير المنطقي والتفكير المُطوّل بالأمور قبل اتخاذ أي قرار، كما يعتمد الأمر على الموضوع أيضاً، حيث أنّ بعض الأمور العملية أو العلمية لا يمكن الاعتماد فيها على المشاعر، أمّا بعض الأمور الشخصية فلا يمكن أن تعتمد على التفكير المنطقي.

عند اتخاذ القرارات جل ما نستخدم عقلنا ولكن لا يعني ذلك ان اتخاذ القرارات بالعقل  في كل الاحيان ميزان صحيح لذلك فالمشاعر والحدس تقودنا للالهام فسرعان ما نخالف العقل ونتخذ القرار. لكن ذلك ليس مقياسا في كل الامور .فتجارب الاخرين وتقلبات الزمن تجعلنا نحسب الف حساب قبل اتخاذ القرارات بل حينها نحكم عقلنا وبتؤدة وروية يكون هنالك قرار صائب.
ولكل موقف من مواقف الحياة طريقة تدلنا مشاعرنا ان لا نتسرع فنحيل اتخاذ القرارات الصعبة والتي لا يمكن ان نتخذها بدون العقل.
ومع ذلك نستند لمشاعرنا فالمسألة ليست بالبساطة او السهولة فسيكواوحيا الجسم وما به من اجهزة وأدوات لهي  تمنحنا فرصا ذهبية للفوز بقرار صائب نتخذه او رد فعل .
لذا فالمسألة وبصدق معقدة .
لان اتخاذ القرارات احيانا يكون فيها تقرير مصير.فان تخاذل العقل او خانتنا المشاعر كان اتخاذ القرار كالصاعقة 
لذا ارى من الافضل ان نكون ناجحين على الاقل في اتخاذ قرارات صائبة ولا نركن للاحتمالات كحجر النرداو كما يقولون ( إن صابت صابت وان خابت خابت ) مع تحياتي لمشاعرنا.  

برأيي هناك اختلاف بالحكم على القرار نفسه اذا كان قرار صحيح او خاطئ؛ فنفس القرار قد يراه احدنا خاطئ وقد يراه الآخر صحيح... وهذا يتبع شخصية الانسان..
اذا كان الشخص عاطفي فإن القرار المبني على عواطفه سيكون صحيح الى حد كبير جدا... اما الشخص العقلاني فإنه يرى ان عواطفه لا تقوده الى قرارات صحيحية وعليه ان يفكر ويزنها اكثر من مرة قبل اتخاذ القرار..

بالنسبة لي في معظم القرارات العقل قادني وليس عواطفي... ولا املك الجرأة الكافية لاسير خلف عواطفي.. وحتى ان قررت ان اتهور واحكم عاطفتي لا استطيع ان اكمل هذا الطريق..
لكنني أؤمن انه الى حد كبير ان هناك قرارات يجب ان تقودنا مشاعرنا في اتخاذها... فميزان العقل مهما اكتمل يبقى هناك ما لا نعرفه الا بمشاعرنا!

ضروره تنظيم العلاقه بين المشاعر وبين المنطق او العقل، وطبيعه الموضوع الذي يتطلب اتخاذ القرار فيه مهم جداً بالاضافة الى طبيعه الشخص الذي يوزع مواضيع الحياة ومكان خزنها والتصرف بها في دماغه، فبعض المواضيع يسمح العقل فيها للمشاعر بالانطلاق واتخاذ القرار ولذا فهي نسبيه حسب خبرتي، واحيانا وحسب الموضوع وطبيعه الشخص في خزن المواضيع في دماغه فلا يسمح الاخير للمشاعر بالتدخل، اذن هي امور نسبيه. والمشاعر هي جزء يحفزه الدماغ للانسان، وهي بدورها تختلف نسبتها وتحفيزها تبعا للانسان وظرفه. والموضوع يطول شرحه

كل بني ادم تتحكم المشاعر بكل القرارات..صحيحه او سيئه ...او اكثر القرارات اللي تقودنا مشاعرنا فيها تكون غير صحيحه...واللي يقول عقلي هو اللي يتحكم بقراراتي كاذب ...العقل يتبع القلب بكل شي...