أيهما أفضل في رمضان قراءة القرآن وتدبره وختمه مرة واحدة، أم القراءة بدون تدبر وختمه خمس مرات؟

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠١ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
العبرة ليست بعدد الختمات والتباهي في ذلك أما الآخرين كما يفعل البعض، ولكن العبرة في الإقبال على كتاب الله تعالى تلاوة وفهماً بدبرٍ وخشوعٍ وعمل.
- فقد ورد في الأثر النهي عن قراءة القرآن الكريم سريعا وبدون تدبر من أجل الانتهاء من ختمه والدخول في ختمة أخرى!
- عن ابن مسعود قال: لَا تَهُذُّوا الْقُرْآنَ، كَهَذِّ الشِّعْرِ، وَلَا تَنْثُرُوهُ نَثْرَ الدَّقَلِ، وَقِفُوا عِنْدَ عَجَائِبِهِ، وَحَرِّكُوا بِهِ الْقُلُوبَ. 

- وفي رواية: لا تنثروه نثر الدقل، ولا تهذوه هذ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة. 

- ولكن قال بعض أهل العلن يجوز قراءة القرآن الكريم بصرياً أو سمعياً بشكل مسرع للحافظ - يعني للذي يقوم بمراجعة القرآن ويختمه كل ثلاثة أو أربعة أو خمسة أيام مرة.

- وعليه: فإن تلاوة كتاب الله تعالى بتدبر وخشوع وتأني أفضل بكثير من تكرار الختمات، وليس شرطاً أو واجباً علينا أن نختم القرآن الكريم عدة ختمات في شهر رمضان.

- وشهر رمضان المبارك هو شهر القرآن الكريم، قال الله تعالى: (شهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) سورة البقرة: 185.

- حتى أن سلفنا الصالح والعلماء السابقين كانوا يتركون علومهم وطلبهم للعلم في شهر رمضان ويكتفوا بالقرآن تلاوة وتدبراً وسماعاً وتعليماً وحفظاً ومراجعة.

- ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد ختم القرآن في رمضان أكثر من مرتين، فعن عن أبي هريرة قال: (كان جبريل عليه السلام يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن سنويا مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه) رواه البخاري.

- وعليه: فيكون إتباع السنة ختمة واحدة على الأقل في شهر رمضان، ومن كان عنده همة وعزيمة وفراغ فليختم أكثر، ولكن بتأني وتدبر وخشوع.

- وعن عبد الله بن عمرو: "أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم في كم ‏يُقرأ القرآن؟ قال: «في أربعين يومًا، ثم قال في شهر... ». وفي رواية البخاري قال له: «اقرأ القرآن في كل شهر، قلت: إني أجد قوة، قال: فاقرأه في سبع ولا تزد» أخرجه أبو داود

- أما من كان حافظاً لكتاب الله تعالى وأراد أن يراجع القرآن في شهر رمضان فبإمكانه أن يراجع يومياً ستة أجزاء بقراءة الحدر - بحيث يختم القرآن ستة ختمات خلال الشهر.

- ويكون ذلك بتقسيم وقت المراجعة مثلاً مراجعة جزء وقت التهجد والسحر، وراجعة جزء بعد صلاة الفجر، ومراجعة جزء وقت صلاة الضحى، مراجعة جزء بعد صلاة العصر، ومراجعة جزئين وقبل الغروب.

- والمسلم يجب أن يكون حريصاً على تلاوة كتاب الله تعالى سواء في شهر رمضان المبارك أم في غيره، ولكنه يزيد من تلاوته في رمضان، فالذين يتلون كتاب الله تعالى هم ممن شهد لهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بالخيرية وأنهم يربحون تجارة لن تبور
-قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ *لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) سورة فاطر (29-30).
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) رواه أبو داود والترمذي

- ومن المستحب عند ختم القرآن الكريم أن يجمع الرجل أهل بيته ويدعو دعاء ختم القرآن الكريم وأي دعاء آخر - فهذا الوقت من الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء - لأن الدعاء يُرجى قبوله بعد الفراغ من العمل الصالح، فقد ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه: "أنه كان إذا ختم القرآن جمع ولده وأهل بيته فدعا لهم" (رواه الدارمي).

- وورد عن مجاهد قال: "كانوا يجتمعون عند ختم القرآن يقولون: إن الرحمة تنزل عند القرآن".
 
-وعن ابن عباس رضي الله عنهما: "أنه كان يجعل رجلًا يراقب رجلًا يقرأ القرآن، فإذا أراد أن يختم أعلم ابن عباس رضي الله عنهما فيشهد ذلك" (رواه الدارمي). 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة