أيهما أصح, الندم على مافعلنا أم الندم على ما لم نفعل؟

1 إجابات
profile/ميس-نبيل-طمليه
ميس نبيل طمليه
كاتبة في مجال تطوير الذات الذكاء العاطفي في عدة مواقع إلكترونية (٢٠٠٧-حالياً)
.
١١ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
يعتمد هذا الأمر على الموقف الذي تندم عليه، فأحياناً يفعل أحدنا فعلة سيئة جداً فيندم عليها ويتمنى لو أنه لم يفعل ذلك وفعل أمراً آخر بدلاً منها أو على الأقل بقي صامتاً، وأحيان أخرى يندم أحدنا على بقائه ساكتاً عن موقف كان يجب عليه أن يتحرك أو على الأقل يتكلم فيه.

بالنسبة لي... فعندما راجعت ذاكرتي في الحياة والأمور التي حدثت معي لأجيبك على تساؤلك وجدت أن المواقف التي بقيت فيها صامتة بينما كان يجب علي أن أتكلم هي أسوأ ومدعاة أكثر للندم من المواقف التي ندمت فيها على أمور لم يكن علي أن أفعلها.
فمثلاً لم يكن علي أن أسكت عندما تعرّض ابن أختي للإساءة أمام عينيّ قبل حوالي 5 سنوات لأننا ما زلنا ندفع الثمن حتى الآن.
فقد كان ابن أختي الذي يعاني من ضمور في الدماغ وقتها يبلغ من عمره حوالي 3 سنوات، وكان قد أتى مع أسرته من دبي لعمان لقضاء العطلة الصيفية معنا، فسجله والده في مركز مختص ليأخذ هناك جلسات علاج طبيعي وكنت أرافقه كل سبت، فكانت أخصائية العلاج الطبيعي مبتدئة فكانت تحمله في يديه ورجليه أثقالاً تفوق وزن جسمه بأكثر من 3 مرات بحجة تقوية عضلاته (علمأ أن اللازم هو أن يحمل وزناً لا يزيد عن ثلث وزن جسمه)، أنا لست خبيرة فيما يخص موضوع العلاج الطبيعي ولكنني كنت أعلم أن ما تفعله ليس صحيحاً لأن الطفل كان يبكي بشكل عنيف جداً ومتواصل في هذه الجلسة بالذات وخاصة عندما تبدأ الأخصائية بالعد (1 ،2، 3) وكأنه يعلم أن الكارثة سوف تبدأ بعد العد. وعندما لاحظنا وجود كدمات على جسده اتضح فيما بعد أنها نزيف داخلي بسبب تحميله كتل أثقل مما يجب، وعندما ذهبنا لمراجعة المركز في الأمر  كان قد أغلق بالشمع الأحمر لوفاة طفل فيه لنفس هذا السبب حيث انفجرت رئتيه من كثرة البكاء!
أعتقد أن لهذه الحادثة دخل كبير بأن الطفل لم يمشِ ولم يتحدث حتى اليوم، حتى أنه ما زال يبكي بجنون لو عد أحد على مسمعه (1، 2، 3)... تمنيت لو أنني أوقفت الجلسة وحملت الطفل وغادرنا المكان منذ البداية قبل أن يتطور الموضوع، ولكنني لم أفعل هذا وقتها لأنني أخبرت زوج أختي عدة مرات ولكنه كان يقول لي أنني "أدلع" الطفل كثيراً وأن عاطفتي تجاهه تمنعه من التطور فقررت عدم التدخل في الأمر... ويا ليتني فعلت أمراً وقتها، فلو فعلت لساعدت ابن أختي وربما كنت أستطيع مساعدة الطفل الثاني أيضاً.... لكن "قدّر الله وما شاء فعل".

كما أنني نادمة على سكوتي على أكثر من موقف في الحياة كسكوتي على أكل حقي في إحدى المؤسسات التي كنت أعمل بها.

لكن الأمور تختلف من شخص إلى آخر وحسب المواقف كما ذكرت في البداية. لكن الأهم ألا تدع إحساسك بالندم والذنب هذا يسيطر عليك، من الأمور التي قد تساعدك على تخطي الشعور بالندم هذا:

- تذكر أن الإنسان خطّاء بطبعه وسامح نفسك.
- تعلّم من أخطائك... فحتى لا تشعر بالندم في مواقف أخرى حاول أن تتعلم من خطئك حتى لا تكرره.
- حاول إصلاح الأمر إن أمكن ذلك... فمثلاً أنا الآن أعتبر نفسي مسؤولة عن جزء كبير من التأخر الذي حل بابن أختي بسبب سكوتي عما حدث أمامي دون أن أتأكد منذ البداية أن الأخصائية غير قديرة وأنها تطبق التمرين بشكل خاطئ، وبسبب عدم إيقافي للجلسة وحساسيتي عندما قال لي زوج أختي أنني أدلع الطفل، لذلك فإنني الآن أحاول إصلاح ما يمكن إصلاحه وأعتني بهذا الطفل وحدي من الألف إلى الياء، فقد طلبت من والديه أن يرسلاه للعلاج والتأهيل هنا في عمان بينما أتكفل أنا بالعناية به (ما عدا المصاريف طبعاً)، وقد غيرت مسيرة حياتي الشخصية والمهنية بأكملها لأجل ذلك.
- تذكر المواقف الجيدة في حياتك وارفع ثقتك بنفسك ومارس التمرينات الرياضية والاسترخاء وهواياتك المفضلة.
- اقضِ على وقت الفراغ الموجود في يومك حتى لا تبدأ باجترار الألم.
- حاول أن تنظر للنصف المليء من الكأس؛ فعودة للحادثة التي حدثت مع ابن أختي فبعدها تعلمنا أنا وأختي وزوجها الكثير الكثير من الأمور التي يجب معرفتها عن حالة طفلنا، فاستفزنا الأمر لنبحث عن أفضل المراكز والأخصائيين وأن نصر على حضور الجلسات بأنفسنا، وأن نتبع إحساسنا وهذا الأمر قد أفاده كثيراً.


  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 3 شخص بتأييد الإجابة