أين يذهب ثوب الكعبة القديم بعد تغيير كسوتها وأين صنع أول لباس للكعبة المشرفة ومن أول من كساها في التاريخ

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٢ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 تتم كسوة الكعبة المشرفة سنويا هجري في شهر ذو الحجة، حيث يتم إزالة الثوب القديم المكوّن من خمس قطع، أربع قطع تغطي جدران الكعبة وخامسة تغطي الباب، ويتم تثبيتها في قطع معدنية مثبتة في سطح الكعبة، ثم بعدئذ يتم فكّ حبال الثوب القديم وإلقاؤه من خلف الجديد. والسبب في ذلك تجنب ظهور الكعبة عارية بلا ساتر.

- وفي ما يخص الثوب القديم للكعبة فإنه يعود إلى مستودع مصنع الكسوة حيث يتم الاحتفاظ به هناك، وبعد ذلك يجري تسليم الثوب القديم بجميع ملحقاته إلى الحكومة السعودية،
 
والتي تتولى عملية تقسيمه إلى قطع صغيرة وفق معايير معينة، وذلك لتقديمها كهدية إلى كبار الشخصيات من الضيوف والمسؤولين، إضافة إلى المؤسسات الدينية والهيئات العالمية والسفارات السعودية في الخارج.

- كما أن القائمين على شؤون المسجد الحرام يقومون برفع ثوب الكعبة خلال مرحلة الذروة في موسم الحج حتى لا يقوم بعض الحجاج والمعتمرين بقطع الثوب بالسكاكين والأدوات الحادّة وأخذ قطع صغيرة أملاً في البركة والذكرى. 

- أما بخصوص الشق الثاني من السؤال: وهو أين صنع أول لباس للكعبة المشرفة؟
- لقد كانت أول كسوة للكعبة تصنع في مكة المكرمة عام 1346هـ أي قبل حوالي مائة عام وظلت دار الكسوة بمنطقة أجياد تقوم بصناعة الكسوة الشريفة منذ ذلك التاريخ، واستمرت في صناعتها حتى عام 1358هـ ثم أغلقت الدار، وعادت مصر بعد الاتفاق مع الحكومة السعودية إلى فتح أبواب صناعة الكسوة بالقاهرة، وأخذت ترسل الكسوة إلى مكة المكرمة سنوياً حتى عام 1381هـ. ولاختلاف وجهات النظر السياسية بين مصر والدولة السعودية، توقفت مصر عن إرسال الكسوة الشريفة منذ ذلك التاريخ. وقامت الدولة السعودية بإعادة فتح وتشغيل مبنى تابع لوزارة المالية بحي جرول، يقع أمام وزارة الحج والأوقاف سابقاً، والذي أسندت إليه إدارة المصنع، ولم يكن لديها وقت لبناء مصنع حديث. وقد ظل هذا المصنع يقوم بصنع الكسوة الشريفة إلى عام 1397هـ. حيث نقل العمل في الكسوة إلى مصنع كسوة الكعبة المشرفة، الذي تم بناؤه في أم الجود بمكة المكرمة، وما زالت الكسوة الشريفة تصنع به إلى هذا اليوم.

- أما بخصوص الشق الثالث من السؤال: وهو من هو أول كسى الكعبة في التاريخ؟

- فأول من كسى الكعبة المشرفة بالكسوة التي نعرفها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كساها بالثياب اليمانية المخططة باللون الأبيض والأحمر. وذلك أنه عندما تم فتح مكة، أبقى النبي صلى الله عليه وسلم كسوة الكعبة القديمة التي كُسيت بها قبل الفتح ولم يستبدلها، حتى احترقت الكسوة على يد امرأة تريد تبخيرها فكساها النبي صلى الله عليه وسلم بالثياب اليمانية، ثم كساها الخلفاء الراشدون من بعده،

فالصحابي أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب كسوها بالقباطي والبرود اليمانية، ثم كساها الصحابي عثمان بن عفان بكسوتين أحدهما فوق الأخرى فكان هذا العمل الأول من نوعه في الإسلام،

ثم واصل من بعدهم ملوك الإسلام والسلاطين في شتى العصور يتعهدون الكعبة بكسائها.

- ثم كُسيت على زمن المأمون بالديباج الأحمر ثم بالديباج الأبيض.

- وفي أواخر العهد العباسي كُسيت باللون الأسود وحتى يومنا هذا ولربما كان ذلك اللون سائدا في تلك الحقبة وكان يُقصد بها المكانة والرفعة ومن يراجع تلك الفترة يجد أن ملابس النساء قد تحوّلت للون الأسود بعد أن كانت بيضاء وقد يكون هذا من تأثر العباسيين بالفكر الفارسي آنذاك.

- أما ماهية كسوة الكعبة: فهي عبارة عن قطعة من الحرير الأسود المنقوش عليه آيات من القرآن الكريم من ماء الذهب، تكسى بها الكعبة المشرفة ويتم تغييرها مرة في السنة وذلك خلال موسم الحج، صبيحة يوم عرفة في التاسع من ذي الحجة. وبرع فيها أكبر فناني العالم الإسلامي، حيث أنه يعتبر شرفا عظيما في العالم الإسلامي.