أين ذكر اللئيم في القرآن الكريم

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٠٩ نوفمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
اللؤم خلق ذميم يطلق على من جمع بين البخل وخسة النفس ودناءتها .

قال ابن قتيبة في كتابه " أدب الكاتب "  (يذهب النَّاس إلى أنَّهما  - يعني البخل واللؤم - سواء، وليس كذلك؛ إنَّما البخيل: الشَّحيح الضَّنِين، واللَّئيم: الذي جمع الشُّحَّ، ومَهَانة النَّفس، ودناءة الآباء، يقال: كلُّ لئيم بخيل، وليس كلُّ بخيل لئيمًا) .

وقد جاء ذكر اللئيم في القران في سورة القلم في سياق نهيه تعالى لرسوله عن متابعة كلام الكفار او الاهتمام لهم فقال تعالى  "ولا تطع كل حلاف مهين،  هماز مشاء بنميم ، مناع للخير معتد أثيم ، عتل بعد ذلك زنيم " . ( القلم ، 10 -13)

فالزنيم كما قال ابن عباس هو :الدعي الفاحش اللئيم .

وقد ظهرت هذه الصفة أيضا في أهل القرية الذين استضافهم موسى والخضر عليهما السلام فأبوا أن يضيفوهما كما ورد في سورة الكهف ( فانطلقا حتى إذا اتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما ...)
جاء في صحيح مسلم عن النبي عليه الصلاة والسلام  في الحديث الطويل الذي فيه ذكر قصة موسى والخضر " فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية لئامًا " فوصفهم النبي عليه الصلاة والسلام باللؤم . 

ومكن ان نقول أن كل من جحد نعمة الله عليه وكفرها ولم يشكرها ولم يؤد حق الله فيها ممن ورد ذكرهم في القران يصدق عليه صفة اللؤم وإن لم تصرح الآيات بوصفه بذلك كما ورد في قصة قارون في سورة القصص ، وقصة صاحب الجنتين في سورة الكهف .

قال ابن القيِّم رحمه الله : (مَن لم يعرف الطَّريق إلى ربِّه ولم يتعرَّفها، فهذا هو اللَّئيم الذي قال الله تعالى فيه : " وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ " ) ( كتاب طريق الهجرتين )

والله أعلم