أين توجد مناجم البوتاس في الأردن وكم يبلغ حجم صناعة البوتاس فيها

من النباهة الهندسية أن تتساءل عن أحد مقدّرات الأردن الاقتصادية وأهم موارده الاستخراجية التي تدعم الاقتصاد الأردني إلى جانب قطاعات التجارة والسياحة والخدمات. فهل يعد البوتاس هامًّا إلى هذه الدرجة؟ وهل نستطيع الحصول عليه بسهولة؟ ولو حاولنا البحث عنه من حولنا هل سنجده؟

وهل نستطيع القول بأن لدينا مناجم بوتاس عديدة؟ بل وهل تستطيع أي شركة استخراجه وعرضه في الأسواق أم أنها حقوق حصرية وامتيازات خاصة تتم بالاتفاق مع الحكومة الأردنية؟ وهل تعدّ صناعة البوتاس ثروة اقتصادية حقيقية؟ إلى أين تتوقع بأن يصل حجم الإنتاج فيها؟ كل هذه التساؤلات وأكثر سأجيب عنها هنا.
 
البحر الميت ينعش الاقتصاد!
يعدّ الأردن بلدًا شحيح الموارد الطبيعية لذا فإن اقتصاده يعتمد بشكل أساسي على بعض الصناعات الاستخراجية مثل الفوسفات والأملاح والحجر الكلسي والغاز الطبيعي إلى جانب البوتاس.

تتم صناعة البوتاس باستخراجه من أحد أملاح البوتاسيوم (وأكثرها شيوعًا ملح كلوريد الصوديوم (Kcl)) الذي يتواجد عادةً في التربة الثقيلة ومياه البحار. في مختلف مناطق العالم يتم استخراج البوتاس من رواسب صخرية كبيرة حاملة للبوتاس ناتجة عن جفاف مياه البحار منذ ملايين السنين وتعدّ هذه الرواسب الصخرية الهائلة غنية جدًا بالمعادن.

أما الأردن فلديها كنزها الذي لا مثيل له: البحر الميت. إضافةً إلى دور البحر الميت السياحي وكونه أخفض بقعة في العالم فهو يعد مركزًا مهمًّا في الصناعة، إذ يعتبر خزّانًا طبيعيًا غنيًّا بالعديد من المعادن بما فيها البوتاس الذي يتوافر بكميات هائلة كافية للإنتاج التجاري نسبةً إلى تركيبة مياهه الفريدة والتي تحتوي على أملاح بتراكيز عالية جدًا. يتم استخلاص البوتاس بالتبخير الشمسي منذ العصور القديمة وذلك بإنشاء برك لتبخير المياه وإنتاج البوتاس ومواد كيميائية أخرى مثل المنغنيز والمغنيسيوم والبرومين.

استخراجه بموجب امتياز حكومي.
الشركة الوحيدة التي تملك صلاحيات استخراج البوتاس في الأردن هي شركة البوتاس العربية، تأسست عام 1956 كمشروع عربي والتي تعمل بموجب امتياز من الحكومة الأردنية مما يمنحها حقوقًا حصرية لاستخراج المعادن من البحر الميت وإنتاجها وإعادة تشكيلها وعرضها في الأسواق العالمية حتى عام 2085. 

كما وتمتلك صلاحيات الاستثمار في العديد من الصناعات التحويلية والتكميلية لأملاح البحر الميت والمعادن بما فيها نترات البوتاسيوم والبروم وغيرها. تعد شركة البوتاس العربية ثامن أكبر منتج للبوتاس في العالم من حيث حجم الإنتاج الهائل والوحيد في العالم العربي، لديها القدرة على إنتاج ما يقارب 2.35 مليون طن سنويًا من البوتاس عبر مصانعها الأربعة: مصنع التنقية الساخن HPL ومصنع البلورة البارد CCP I ومصنع صناعة البوتاس IPP ومصنع البلورة البارد الجديد CCP II الواقعة في عمّان والعقبة وغور الصافي. 

هل تعلم عزيزي القارئ بأن أكثر من 90% من حجم إنتاج البوتاس العالمي يستخدم في صناعة الأسمدة، إذ يعد البوتاسيوم أحد المكونات الرئيسية الثلاثة المكونة للأسمدة( النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم N-P-K )، إن تغذية النباتات بالأسمدة يمكّنها من تأدية العديد من الوظائف الحيوية ويزيد من مقاومتها للأمراض ويحسن من جودة الشحن والنقل والتخزين للمحاصيل عدا عن أهمية عنصر البوتاسيوم لصحة بنية جسم الإنسان.