توجد مئذنة العروس في دمشق وتحديدا في الجامع الأموي، وتعد إحدى معالم الجامع الأموي، كما تعد من معالم العمارة الإسلامية الخالدة في زمن الدولة الأموية.
أما سبب تسميتها الشهيرة باسم مئذنة العروس فهناك روايتان:
الرواية الأولى: لأنها تضيء في الليل فتظهر كالعروس، كما ينتهي رأس هذه المئذنة بساعة تُضبطُ على دقاتِها أوقاتُ مساجد دمشق كلها ومواعيدُ الأذان”.
الرواية الثانية: يقال أن سبب تسميتها بمئذنة العروس كما ذكرته بعض المراجع التاريخية، إن “الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بعد إقامة المئذنة، أراد أن يدعمها بالرصاص خشية الزلازل والحرائق، فوضع البناؤون كل الرصاص الذي تملكه الدولة فيها، واشتروا من الأسواق كل الرصاص أيضاً”.
ولكنها لم تكف فذهبوا يشتكون للخليفة حاجتهم الضرورية للرصاص، وأخبروه بأن أحد التجار في دمشق عنده ما يكفي،
لكن هذا التاجر قد توفي وكانت عنده ابنة وحيده فورثته، وكانت ترفض أن تبيع لهم الرصاص، فطلب إليهم أن يدفعوا لها ما تريد من المال، فكانت تطلب أكثر مما يدفعون لها.
فرجعوا إلى الخليفة يخبرونه بأنها تطلب أكثر مما يعرضون عليها.
بعد ذلك قدم الخليفة للفتاة أموال الخزينة كلها، فقالت أريد أكثر، فحارَ الخليفة، وسألها ما هو الأكثر الذي تريدينه فأجابت: بأنها تطلب رضى الله.
ثم قدمت كل الرصاص مجاناً لبناء المئذنة، فأعجب الخليفة بالفتاة وزوجها لأحد الأمراء من أبنائه، وبناء على ذلك سميت بمئذنة “العروس”.
وبعد ذلك أقام الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك مئذنة العروس، وطلاها بالذهب، وغدت في ما بعد نموذجا للمآذن في سوريا وشمالي أفريقية، ونقل طرازها الى الأندلس، وتعد أقدم مئذنة ما زالت قائمة إلى وقتنا الحالي.
ولهذه المئذنة عدة أسماء فهي تسمى المئذنة البيضاء، لأنها كانت مطلية باللون الأبيض، وتسمى أيضا مئذنة الكلاسة لأنها تهيمن على حي الكلاسة المتاخم للجامع الأموي، ولكن الاسم المشهور لها هو مئذنة العروس.
- وتقع مئذنة العروس في منتصف الحائط الشمالي للمسجد الجامع المواجه لقبة النسر ولرواق بيت الصلاة، وتشرف هذه المئذنة على محلة الكلاسة،
- وقد تمت إقامتها من قبل الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك عام 96 هـ/ الموافق 715م، عند بناء الجامع الأموي الكبير بدمشق،
ويذكر بأن الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك قد طلاها بالذهب من قاعدتها حتى رأسها،
إلا أنه لم يتبق منها سوى الحجارة الضخمة في القاعدة المنسوبة إلى العهد الأموي،
أما بقية المئذنة فقد تم تجديدها في عهد السلطان الملك العادل نور الدين زنكي رحمه الله- في عام 555 هـ/ الموافق 1160م،
ومن ثم تم تجديدها في العهد الأيوبي أيام الملك الناصر السلطان صلاح الدين الأيوبي رحمه الله عام 570 هـ/ الموافق 1174م، عندما احترقت مدرسة الكلاسة المتاخمة للمئذنة.
وفي وصف هذه المئذنة فإن مئذنة العروس ترتفع فوق باب الكلاسة، وتتربع على البرج الشمالي المربع الشكل، الأموي الطراز والذي يزيد ارتفاعه عن 30 متراً وصولاً إلى بهو تحت شرفة الجذع.
- كما يوجد على جهات البهو الأربعة فتحات قوسية بعدد فتحتين في كل واجهة، ضمن قوس يضمهما وصولاً إلى الشرفة المحمولة على ركائز من المقرنصات بأعداد كبيرة تجاوز تقريبا 14 ركيزة،
وتأخذ شرفتها شكل الجذع، يوصل بين البهو والشرفة سلالم للصعود للشرفة المطلة على صحن المسجد.
ومئذنة العروس قد تم تجديد قسمها العلوي في العهد العثماني، أما القسم الأوسط فقد تم تجديده بالعهد الأيوبي،
-وتعد مئذنة العروس من أجمل المآذن الإسلامية إطلاقا والتي يزيد عمرها على ألف وأربعمائة سنة