لا يعلم أين توجد ألواح موسى الآن فقد ذهبت وضاعت بعد موت موسى عليه السلام، وهي قد كتبها الله بيده كما ورد في الحديث الصحيح، ولغة كتابتها هي العبرانية القديمة.
فقد جاء في الحديث الصحيح في صحيح مسلم في حديث محاجة آدم وموسى عليهما السلام يوم القيامة أن آدم يقول لموسى ( فَقَالَ لَهُ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى، اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِكَلَامِهِ، وَخَطَّ لَكَ بِيَدِهِ) وفي رواية ( وكتب لك التوراة بيده).
فهذا نص صريح أن الله كتب التوراة بيده، أما صفة هذه الكتابة وصفة الألواح التي أعطاها الله لموسى لما واعده على جبل الطور ثم جاء لميقاته وكلمة ربه سبحانه، وكان في ختام لقائه مع ربه أن أعطاه الله الألواح وأمره الله بالعمل بها كما جاء في قوله تعالى ( وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ..)
أما لغة كتابتها فكانت اللغة التي كان يتكلم بها موسى عليه السلام وبنو إسرائيل وهي اللغة العبرانية، وهي ليست نفسها اللغة العبرانية المعاصرة بل جرى عليها تعديل وتحوير.
وهذه الألواح حصل أن موسى عليه السلام لما رجع إلى قومه من كلامه لربه ووجدهم على ما أخبره ربه من عبادة العجل ألقى هذه الألواح فانكسرت، وارتفع سورتين من السبع الطوال التي أوتيها موسى عليه السلام، ثم عاد وأخذها عليه السلام، فبقيت عنده حتى مات عليه السلام، ثم لم يدر أحد لها خبراً بعد ذلك فلا يعرف مكانها إلا الله تعالى.
قال تعالى ( وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ ۖ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ (154)
جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليس الخبر كالمعاينة، إن الله تعالى أخبر موسى بما صنع قومه في العجل فلم يلق الألواح، فلما عاين ما صنعوا ألقى الألواح فانكسرت" (صححه ابن حبان)
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "أوتي رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعاً من المثاني الطول، وأوتي موسى ستاً، فلما ألقى الألواح رفعت اثنتان"، وبقين أربع (رواه أبو داود).
وقيل إنها نسخت بعد تكسرها إلى ألواح جديدة، وقيل:" لما تكسرت الألواح صام موسى أربعين يوما؛ فردت عليه وأعيدت له تلك الألواح في لوحين، ولم يفقد منها شيئا ".
فالله أعلم