روى أنس بن مالك كما في صحيح ابن حبان (أنّه كان هو ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأمُّه وخالتُه فصلَّى بهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجعَل أنسًا عن يمينِه وأمَّه وخالتَه خلْفَهما)
بشكلٍ عام تقف النساءُ خلف الرجال في الصلاة سواء كانت أُمًّا أو أُختًا أو زوجةً أو بنتًا أو غير ذلك من النساء، حتى وإن كان الإمام زوجها أو ابنها أو أحدًا من محارمها فهي تقف خلف الرجال فإذا كان هناك رجلان فإنهما يُصليان بجانب بعضهما البعض وتقف هي خلفيهما فإذا كانوا أكثر من ذلك فيقفُ الإمامُ مُتقدما و يصطف الرجال خلفه فإذا انتهت صفوف الرجال اصطفت النساءُ خلفهم.
وروى أبو هريرة رضي الله عنه كما في حديث مُسلم أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خيرُ صفوفِ الرِّجالِ المُقَدَّمُ، وشرُّ صفوفِ الرِّجالِ المُؤَخَّرُ، وخيرُ صفوفِ النِّساءِ المُؤَخَّرُ، وشرُّ صفوفِ النِّساءِ المُقَدَّمُ)
وفي هذا الحديث دليل آخر عام على اصطفاف النساء خلف الرجال، وعلى خيرية وأفضلية الصفوف المُتقدمة للرجال وفي هذا حثٌ على التبكير للجمع والجماعات والتسابق في الخيرات والطاعات وبعدٌ عن الفتنة والشهوات كما وأنّ أفضل صفوف النساء هن المتأخراتُ الأبعدُ عن صفوف الرجال لما في ذلك من حرص على الاحتشام والتستر وابتعاد عن التزاحم والاقتراب من الرجال وفي اتباع الأوامر واجتناب النواهي والزواجر خيرٌ مؤكدٌ وحكمةٌ بالغةٌ علمها من علمها وجهلها من جهلها.
وبالنسبة للأبناء فنعاملهم معاملة الكبار؛ حيث يقف الذكور إلى جانب آباءهم، والإناث إلى جانب أمهاتهم.
واللهُ أعلم وأحكم