أشعر دائمًا بدنو أجلي دون وجود مبرر لذلك، من أين يأتي هذا الشعور؟ وكيف تغلبتم عليه؟

1 إجابات
profile/نبيل-القرعان-1
نبيل القرعان
بكالوريس في الآداب (٢٠٢٤-٠)
.
٢٠ مارس ٢٠٢٤
قبل سنة

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله


إن الشعور باقتراب الموت، أو التفكير المستمر بالموت يكون على شاكلتين، الأول مرضي بحيث ترافقه أعراض جسدية مثل الخفقان والتعرق والخوف الشديد، والشكل الثاني هو مجرد تفكير عابر لا يؤثر على حياة الإنسان.


أما عن سبب هذا الشعور، فغالبًا ما يكون مرافق لحالات يمر فيها الإنسان بسبب الظروف المحيطة به، ومن أبرز هذه الحالات هي الهلع، أو الخوف الشديد المفرط، سواء كان من مصدر خطر حقيقي، أو مجرد حالة نفسية نتيجة المرور بتجارب سابقة.


ولا بد من التنويه، إلا أن المرور بتجربة فقدان أحد؛ بسبب الموت من الأمور التي تجعل الإنسان يفكر بالموت بشكل كبير، وكذلك قد يتولد لديه شعور بدون أجله، خصوصًا إذا كان الشخص الذي فقده قريباً منه بدرجة كبيرة


ومن الأسباب التي يجب ألا يغفل عنها المسلم، هي وساوس الشيطان، إذ يحاول أن يخوفه ويشعره باليأس من خلال جعله يشعر بدنو أجله، وهنا لا بد من اللجوء إلا الاستعاذة بالله من شر الشيطان ووساوسه، وكذلك المواضبة على أذكار الصباح والمساء وأذكار الصلاة لكونها حصن للإنسان من وسواس الشيطان وشروره.


أما فيما يخص التخلص من هذا الشعور، فعلى الإنسان أن يفكر على نحو إيجابي، ومن منطلق عقيدة إسلامية راسخة، وهي أن الأعمار بيد الله تعالى، وأن هذه الحياة الدنيا سائرة إلى زوال، وأن الموت هو قدر الخلق كله، وما عليه إلا أن ينشغل في الأعمال التي تجعل عاقبته خيراً في الآخرة.


لذلك عليك أخي العزيز أن تستغل هذه الأفكار لتكون تشجيعًا لك للإقبال على العبادة وطاعة الله والبعد عن المعاصي.


بالإضافة إلى ما سبق وهو ما أراه الأهم، في حال كان الشعور أو التفكير بالموت أقرب إلى أن يكون مرضياً، فلا بد من السعي للعلاج، ولا أجد علاجاً أفضل من القرب من الله -سبحانه وتعالى- وترسيخ الإيمان في القلب من خلال الإقبال على النوافل، ولا سيما تلاوة القرآن الكريم لما فيه شفاء للنفس البشرية، وتطهيرًا للقلب.


إذ قال -سبحانه وتعالى- في محكم كتابه (الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) [إبراهيم: آية 1]

وفي حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فضل تلاوة القرآن "كانَ رَجُلٌ يَقْرَأُ سُورَةَ الكَهْفِ، وإلَى جانِبِهِ حِصانٌ مَرْبُوطٌ بشَطَنَيْنِ، فَتَغَشَّتْهُ سَحابَةٌ، فَجَعَلَتْ تَدْنُو وتَدْنُو وجَعَلَ فَرَسُهُ يَنْفِرُ، فَلَمَّا أصْبَحَ أتَى النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فَذَكَرَ ذلكَ له فقالَ: تِلكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ بالقُرْآنِ." وهو حديث صحيح من صحيح البخاري من رواية البراء بن الأعزب.


وفي حال أخي العزيز تعذر عليك علاج هذا الشعور بنفسك، لا بد من اللجوء إلى أهل العلم المتخصصين في هذا المجال، ولكن لا بد من تحري أهل الثقة ممن يخافون الله حتى لا تدخل في متاهات العلاجات التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الأمر بدلًا من علاجه.

أسأل الله أن ينزل عليك سكينته، ويشرح صدرك، ويهديك السراط المستقيم.