أرغبُ بممارسة أنشطة روحانية غير مرتبطة بدين، كيف يمكنني ذلك؟

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الفقه وأصوله
.
٢٦ يوليو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
روحك لن ترتاح وتسكن إلا بأن تعطيها غذاءها الذي تحتاجه، وهذا الغذاء إنّما هو في قربها من خالقها، وهذا لن يكون إلا بالاستسلام لله -تعالى- والإنابة إليه، وهذا حقيقة دين الإسلام الذي رضيه الله لعباده ديناً.


أما اعتقادك أنّ هناك رياضات أو أنشطة يمكن ممارستها بعيداً عن الدين تجعل روحك سعيدة مطمئنة فهذا خطأ، وإنّما أقصى ما يمكن أن تصل إليه هو مسكنات آنية وقتية ومحاولة هروب من الواقع،فأنت يمكنك من خلال خروجك لرحلة أو سياحة في أماكن بعيدة عن الناس أن تُحصِّل نوعاً من صفاء الذهن، واستجمام النفس، وراحة البدن من إرهاق العمل ومشاكل الحياة، وتغيير روتين اليوم الممل، أما النشاط الروحي الحقيقي؛ فهذا لا يمكنك أن تصل إليه إلا من خلال الغذاء الحقيقي النافع للروح.


فكما أنّ بدنك لديه حاجات ورغبات وشهوات يطلبها وتكون سعادته بتلبيتها، كشهوة الطعام والنوم والمتعة الجنسية، كذلك الروح لها حاجة ورغبة وهي في عبادة ربها، فالبدن لمّا كان أصله من تراب كانت سعادته في الشهوات الدنيوية الأرضية، أما الروح فهي مخلوق علوي لطيف لا يدري أحد من البشر حقيقة كنهه وخلقه وهو ما استأثر الله بعلمه فقد قال في "سورة الإسراء:85": (وَيَسأَلونَكَ عَنِ الرّوحِ قُلِ الرّوحُ مِن أَمرِ رَبّي وَما أوتيتُم مِنَ العِلمِ إِلّا قَليلًا)، وهذا المخلوق العلوي اللطيف سعادته بارتباطه بأصله العلوي، وهذا الارتباط إنما يكون بعبوديتها لربها، وتذكرها له، وتفكرها فيه سبحانه.


وقد كان بعض سلفنا الصالح يقول: "إنّا لفي لذة لو علمها الملوك لجالدونا عليها بالسيوف"، يقصد لذة الطاعة والإنس بالله والقرب منه.


وإذا أردت نصيحتي:
  •  فإنك ببحثك عن أنشطة روحية بعيدة عن الدين فإنما تضيع وقتك عبثاً، تحاول ولن تصل إلى مبتغاك أو ما ينفعك، وكل ما قد يقال لك أو تنصح به فليس فيه فائدة تُرجى.
  • ولكن عليك في المقابل أن تربط روحك بالملاً الأعلى وذلك بالتوبة والعبودية الحق لله -تعالى- وستجد حقيقة السعادة الروحية والأُنس.
  • وأول ما عليك هو التوبة إلى الله مما أسلفت، والدعاء إليه، والسجود بين يديه، والإلحاح عليه أن يشرح صدرك ويهديك رشدك.