هل يمنع الغضب الناتج عن الحب والغيرة وقوع الطلاق بين الزوجين، وهل يجوز شرعاً طلب الطلاق من الزوج كثير الغيرة؟

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٩ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
الغضب لا يمنع وقوع الطلاق ، لأن عادة الأزواج لا يطلقون وهم راضون !؟؟

- أما إذا وصل إلى حالة من الغضب - بحيث لا يعي ما يقول وما يتصرف - فهذا لا يقع طلاقه عند بعض أهل العلم . ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا طلاق ولا عتاق في إغلاق ) رواه أحمد ، والإغلاق هو الغضب الشديد الذي يغلق العقل .

- فالحب والغيرة أمر فطري ومحمود ومطلوب بين الزوجين ، والأصل أن لا تصل الغيرة بين الزوجين إلى الشك ووقوع الطلاق بعد ذلك ، إلا إذا كانت هناك أدلة واضحة لدى الزوجين .

- أما طلب الطلاق من الزوج كثير الغيرة فلا يجوز ، بل يجب على الزوجة أن تستثمر هذه الخصلة في زوجها وتحولها إلى حب وعلاقة قوية بينهما ، فالذي يغار على زوجته هذا رجل شهم ويحب زوجته .

- أما إذا وصلت الغيرة إلى درجة الشك ، وحاولت الزوجة إصلاح زوجها بسبب هذا الشك وضل مستمراً في غيرته الشديدة وشكه بها بحيث اصبحت الحياة مع هذا الزوج صعبه فلها أن تطلب الطلاق بشرط أن ترد عليه مهره - وهذا ما حصل في السيرة النبوية - فعن عبدالله بن عباس - رضي الله تعالى عنه - قال : أنَّ امرأةَ ثابتِ بنِ قيسٍ أتتِ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، فقالَت : يا رسولَ اللَّهِ ! ثابتُ بنُ قيسٍ ، أما إنِّي ما أعيبُ عليهِ في خُلُقٍ ولا دينٍ ، ولَكِنِّي أكْرَهُ الكُفرَ في الإسلامِ ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : أتردِّينَ عليهِ حديقتَهُ ؟ قالَت : نعَم قالَ رسولُ اللَّهِ : ( اقبَلِ الحديقةَ وطلِّقها تَطليقةً ) .