نعم يمكن عدها كذلك، والسبب لذلك:
1. أنه كان من نتائجها القضاء على خيرة جنود شرق أوروبا وفرسانها الذين قتل الآلاف منهم في هذه المعركة الحامية.
2. أنها أدت إلى إضعاف الدولة المجرية وذهاب قوتها وبالتالي حمية ظهر الدولة العثمانية وجيوشها أثناء حصارهم للقسطنطينية.
3. مهدت لانتصار الدولة العثمانية بعد ذلك بأربع سنوات في معركة قوصوه الثانية والتي أنهت مقاومة الدولة المجرية تقريباً.
4. أعادت الهيبة للدولة العثمانية والروح المعنوية لديهم بعد الهزائم الثلاث التي ذاقوها على بد يوحنا هونياد نبيل المجر وقائدها المحنك، حيث كانت تلك الهزائم الثلاث أجبرت السلطان مراد الثاني على توقيع اتفاقية صلح مع المجر والتنازل عن بعض أراضي العثمانية لصالح الصليبيين، وهو ما أدى إلى إضعاف الروح المعنوية والعزيمة عند العثمانيين، وأحدث بعض المشاكل والقلاقل الداخلية للسلطان مراد الثاني.
وقد حاول الصليبيون استغلال هذا الصلح والهزيمة المعنوية عند العثمانيين، فنقضوا الصلح مع العثمانيين وجمعوا جيوشهم من كل حدب وصوب للغدر بالعثمانيين وعقدوا العزم على مهاجمة أدرنه عاصمة العثمانيين.
وتحرك السلطان مراد الثاني الذي كان قد تنازل عن عرشه لابنه محمد الثاني - الملقب بالفاتح- بعد استنجاد بأنه الذي كان صغير العمر بوالده، والذي أسرع لقيادة جيش العثمانيين، وفاجئ الصليبيين عند مدينة فارنا حيث كان الصليبيون يجهزون أنفسهم للعبور إلى أدرنه.
ودارت هناك رحى حرب ضروس بين الجيشين هاجم خلالها ملك المجر قلب الجيش العثماني الذي كان فيه السلطان مراد الثاني، واستطاع أحد جنود السلطان قتل ملك المجر فانهزمت الروح المعنوية للصليبيين ودب فيهم الوهن وهربوا من أرض المعركة وقتل منهم من قتل.
وبعدها بأربع سنوات انتصر العثمانيون أيضاً في معركة قوصوه الثانية في كوسوفو، وبعد ذلك بخمس سنوات كان محمد الفاتح يحاصر القسطنطينية ويفتحها.