بحكم دراستي في مجال الصيدلة فإنّ اضطراب الكرب التالي للرضح هو ذاته اضطراب الكرب التالي للصدمة النفسيّة، وقد تسمع عنه من بعض الأطباء باختصار (PTSD)، وهو من الاضطرابات التي تحدث بعد التعرّض لصدمة ما أو حَدَث مخيف، مثل الاعتداء الجسديّ أو الجنسيّ، ومُعايشة الحروب، أو بعد وفاة شخص عزيز.
كل منّا قد يعاني من أعراض هذا الاضطراب بعد التعرض أو مشاهدة أحداث مخيفة أو مُحزنة جدًا، وهذا لا يعني إضابته بهذا الاضطراب؛ فاستمرار الأعراض لشهور أو سنوات قد يدل على الإصابة به.
ما هي الأعراض التي تظهر على المصابين؟
قد تظهر أعراض اضطراب الكرب التالي للرضح كما يأتي:
- الضيق، والكآبة، والقلق الشديد.
- استرجاع الأحداث، بالإضافة للأفكار التي لا يمكن السيطرة عليها بخصوص الحدث.
- تجنّب الأفراد أو الأحاديث المُرتبطة بالصدمة والحدث.
- إبداء ردود فعل شديدة في حال تذكّر أيّ من أحداث الصدمة، كالصراخ أو البكاء الهستيريّ.
- وجود أفكار ومشاعر سلبيّة مُختلفة قد تمنع الفرد من إيجاد أيّ متعة في علاقاته الاجتماعيّة والأسريّة أو العاطفيّة.
- اضطرابات في ردود الفعل الجسديّة والعاطفيّة، مثل الغضب السريع، أو صعوبة التركيز في العمل أو مشاكل النوم.
- تمثيل أحداث الصدمة أثناء اللعب، أو مُلاحظة تكرّر الكوابيس حول الحدث، وذلك في حال تطوّر اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال.
لماذا يُضاب البعض باضطراب الكرب التالي للرضح؟
رغم أنّ أسباب الإصابة بالاضطراب غير معروفة تمامًا، إلا أنّ بعض العوامل قد تجعل الشخص أكثر عُرضة له، مثل:
- العامل الوراثيّ؛ حيث ترتفع فرصة الإصابة بهذا الاضطراب لمن يُعانون من أمراض نفسيّة في عائلاتهم، أو من لديهم عوامل وراثيّة ترفع احتماليّة إصابتهم بالأمراض النفسيّة المُختلفة، أو حتى من بطبيعتهم الموروثة أكثر تأثّرًا وتفاعلًا بالأحداث من حولهم.
- العيش بأوضاع صعبة جدًا لفترات زمنيّة طويلة، كمن يعيشون في مناطق النزاعات والحروب.
ومن دراستي وقراءتي في هذا المجال فإنّ ما يُقارب 46% من المُصابين عادًة يشعرون بالتحسّن خلال 6 أسابيع من بدء العلاج، والذي قد يتضمّن جلسات العلاج النفسيّ أو الأدوية أو كليهما، إلا أنّ التحسّن يتطلّب فترات طويلة قد تمتدّ لسنوات في حال عدم الخضوع لأيّ علاجات، خاصّة للحالات الشديدة والصعبة التي تُعاني من أفكار أو تصرّفات انتحاريّة.