هل يمكنك أن تشرح لي كيف يبدو اضطراب الوسواس القهري لدى الأطفال؟

1 إجابات
profile/بتول-المصري
بتول المصري
بكالوريوس في آداب اللغة الانجليزية (٢٠١٨-٢٠٢٠)
.
١٥ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
     إن ما يعرفه الأغلبية عن اضطراب الوسواس القهري أنه عبارة عن هواجس متكررة في عقل المصاب لا تهدئ بسهولة وغالبًا ما تكون غير مرغوب فيها، بالإضافة إلى سلوكيات مزعجة متكررة بشكل مفرط، وعادًة ما يصاحب ذلك اضطراب اكتئابي. ويقوم كل ما سبق بالتأثير على حياة الشخص بشكل سلبي كبير وواضح.


     في ما يخص الأطفال، فإن الدراسات ترى أن نسبة قليلة جدًا من الأطفال والمراهقين مصابين باضطراب الوسواس القهري. تتراوح هذه النسبة بين 2% إلى 3% فقط. وربما يعود سبب هذه النسبة القليلة أن اضطراب الوسواس القهري يحتاج إلى تراكم خبرات معينة. ويُذكر أن تشخيص المراهقين أمر لا يحدث كثيرًا ويشمل نسبة قليلة جدًا، وكذلك للمراهقين الذين يتلقون العلاج.


     ربما يعود السبب في ضعف قدرتنا على تشخيص هذا الاضطراب عند المراهقين والأطفال أنهم يتعاملون معه بشكل تجاهلي. حيث من الممكن أن يعتبرون الهواجس المتكررة في رؤوسهم شكلًا من أشكال الخداع النفسي، ويعملون بذلك قدر استطاعتهم على تجاهلها أو تناسيها إن أمكن. وبذلك إنهم لا يبلغون عن ما يمرون به، وبالتالي يفقدون فرصتهم بتحسين حالتهم في سن مبكر.


     يميل مرضى اضطراب الوسواس القهري إلى القيام بتصرفات يلح العقل عليها بشكل متكرر حتى يتجاوب الشخص لها، ويجري ذلك وفق قواعد وخطوات معينة وغالبًا ما تكون صارمة. من هذه السلوكيات ما يكون علني ظاهر، ومنها ما يكون على شكل عمليات عقلية لا تظهر للعيان. فمن الأمثلة على السلوكيات الواضحة؛ غسل اليدين بشكل مفرط وبطريقة معينة ومحددة. أما عن العمليات العقلية فمن الممكن أن تكون مثل تكرار مقطع معين داخل الرأس مرارًا وتكرارًا بلا هدف واضح سوى إرضاء الهاجس.


     ومن المهم أن تستطيع التمييز بين ما يشكله هذا الاضطراب وبين عادات الطفل العادية والطبيعية. حيث أن هناك الكثير من الأطفال الذين يملكون عادات يصرون على الإلتزام بها دون الشك بأن هنالك اضطرابًا يلم بهم. فمثلًا؛ منهم من يصرّ على موعد نوم معين، وإن لم يحدث ذلك، يبدون انزعاجًا واضحًا. وفي هذه الحالة تبدأ هذه العادات بالاختفاء أو تقل أهميتها لدى الطفل مع تقدمه بالعمر.

    
     أما فيما يخص المصابين، فلا يتغير شيء سوى اختلاف اهتماماتهم وبالتالي اختلاف الهاجس الذي يتملك رأسهم مع الزمن.

    
     إن الوسواس القهري لا يسبب مشكلات خطيرة كالموت إن كانت الهواجس ذاتها ليست بتصرفات خطيرة. إلا أن الدراسات أوضحت أن ما نسبته 10% من المصابين ينهون حياتهم بالانتحار. وإن المراهقين جزء من هذه النسبة التي تبدأ بمحاولات الانتحار في سنهم ذاك.