ارتبط الفن بالإنسان منذ بدء الخليقة فقد كان الوسيلة التي يعبر بها عن ما بداخله، و لذلك اقترن الفن بالكثير من المجالات الكونية و اختلط بها ليشكل منظومة متوازنة تعمل على اعمار الأرض.
يعتبر الفن برأيي وسيلة للتوضيح و ايصال المعرفة للأفراد و من خلاله يمكن ترجمة الافكار و تدوين الملاحظات في العديد من المجالات، و لعل العلوم والفلسفة من ابرزها، فقد اشتهر العديد من الفنانين بقدرتهم المعرفية إضافة الى إبداعهم الفني.
ويعتبر ليوناردو دافنشي أكبر مثال على عبقرية العالم و عظمة الفنان، بحيث أنه كان يستخدم الفن، كوسيلة للتعبير عن معرفته، و ابتكاراته المختلفة في أغلب المجالات العلمية مثل الفيزياء، و التشريح، و الفلك، وغيرها من الفروع العلمية بحيث كان يدون كل ذلك في دفتر مذكراته الذي يعتبر إلى الآن من الكنوز المعرفية، و الفنية التي لا تقدر بثمن.
وطبعا لا ننسى دور الفن في العلوم الفلسفية، بحيث انقسم علماء الفلسفة بين مؤيد للفن، وبين منتقد ولعل أفلاطون هو أبرز المنتقدين للفن عبر التاريخ بينما الفلاسفة الآخرون مثل سقراط، و برمنيد مجدو الفن ،وجعلوه أسلوباً ينقلون من خلاله افكارهم وكتاباتهم على شكل فن شعري، ولعل سبب اختيارهم لهذا النوع من الفنون يعود إلى مدى عمق معانيه و نقله صورة تحمل في طياتها الألحان لتجذب المتلقي و تستقر في ذهنه.
يرتبط الفن في الفلسفة بعلاقة قوية، بحيث انه يمثل احد اهم فروعها، و يعكس عالم الجمال الذي يندرج تحت اسم الاستطيقا، التي تشكل جزءا مهما وتعكس احساس المتلقي عند رؤية عمل فني، فهي كالتحليل و النقد لهذا العمل، الذي يترجم الفن بمختلف انواعه.
من وجهة نظري بحر العلوم، و فضاء الفلسفة يخطلتان بالفنون و يشكلان معه رؤية تحمل رسالة المعرفة و تترجمها للعالم بصورة تعكس كل معاني الجمال.