الحظ مجرد خرافة ؛ فحتى يصل الانسان الى النجاح يحتاج الى تخطيط وبذل جهد والذي يعتقد أن الحظ يلعب دور في النجاح هو جاهل ينظر الى الامور نظرة سطحية ويكون هدف هذا الشخص ابعاد التهمة عن نفسه ، فعندما تجد شخص لم ينجح في الاختبار يقول لم يرافقني الحظ هذه المرة وذلك من أجل أن يبعد اللوم عن نفسه ولا يتحمل مسؤولية ما يقع عليه فهو يضع عذر من أجل التغطية على حالات الكسل والفوضى وسوء الادارة والتصرف ، وعلى الجانب الاخر عندما ينجح شخص ما يقول لم يرافقني الحظ هذه المرة فهذا الشخص لا يمتلك الثقة بذاته وينظر الى نفسه على انه أقل من الاخرين ، فمثل هؤلاء الاشخاص يقومون بخلق اعذار غير حقيقية وغير علمية لحوادث الحياة .
بالاضافة الى ذلك ومن المثير للاهتمام القول أن كل شيء في هذه الدنيا يعود الى الله سبحانه وتعالى ولا يوجد شيء خارج عن دائرة المشيئة والإرادة الإلهية وعن قدرة الله وحكومته ، {وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} ، فلا يوجد شيء يحدث في هذا الكون عن طريق الصدفة فكل شيء يحدث ضمن نطاق دقيق ومتقن فالنجاح يحصل بتوفيق من الله سبحانه وتعالى وعلى الانسان في هذه الحالة أن يبذل ما في وسعه ليكون جديرا بالتوفيق الالهي ، فيجب التوكل على الله سبحانه وتعالى والسعي من أجل النجاح ، فيقول الله تعالى في سورة الكهف المباركة مخاطباً نبيه الكريم|: ﴿وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً * إِلاّ أَن يَشَاء اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً﴾ (الكهف: 23 ـ 24).
وبالنهاية أن الايمان بالحظ سيجعل الفرد يعيش بعالم الخيال والوهم بدلا من مواجهة الحقائق فعندما يكون لدى فرد اختبار وهذا الشخص يؤمن بالحظ لن يقوم بالمذاكرة على أمل أن يكون حظه جيد وينجح بالاختبار فسيضيعون شبابهم واحلامهم وامالهم بحجة الحظ وقد يستحوذ على هؤلاء الاشخاص التفكير السلبي والشعور باليأس مع كل فشل يصيبهم ، والاشخاص الناجحين بفعل الحظ لا بد أن ينظرون الى عوامل النجاح ورؤية الحقائق والابتعاد عن عالم الخيال والاوهام فهم قادرون على تحقيق النجاح والتوفيق بالاستفادة من العقل والامكانات الذاتية التي اودعها الله تعالى فيهم ، فالايمان بالحظ سيقود الى التخلف عن ركب التقدم والتطور .
المراجع :
https://nosos.net/%D8%A7
84 مشاهدة
