هل يكون المصاب بالصرع عرضة لضمور الدماغ ؟

1 إجابات
profile/د-عزالدين-أحمد-اسليم-الرواشده
د. عزالدين أحمد اسليم الرواشده
طبيب في مستشفى مدينة الحسين الطبية (٢٠٢٠-حالياً)
.
١٩ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
الجواب على سؤالك سيكون بنعم يمكن ذلك، ولكن السبب قد لا يكون نوبات الصرع وإنما بسبب آخر وبعض الدراسات تقول أن النوبات وزيادة الشحنات هي السبب، ولكن نسبة الضمور الدماغي تزيد عند الإصابة بالصرع وهذا هو الأمر الأكيد، وقد أثبت ذلك بالعديد من الدراسات والأبحاث مع أن هذه الأبحاث لم تبين السبب وراء حدوث ذلك بشكل دقيق وإليك المعلومات التي تخص هذا الموضوع والدراسات:



في دراسة تمت سنة 2003 على مجموعة من المرضى الذين تم اختيارهم بحيث أن بعض المرضى مصابون بالصرع المزمن، وآخرون تم تشخيصهم بالصر حديثاً ومجموعة ثالثة غير مصابة بالصرع على الإطلاق، وتم استخدام تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي لتصوير الدماغ لمعرفة حجم الأنسجة فيه، وتم الدراسة على مدة ثلاث سنوات ونصف وخرجت الدراسة أن 54% من المصابين بالصرع المزمن و39% من المصابين حديثاً بالصرع، و24% من المرضى الغير مصابين بالصرع قل عندهم حجم الأنسجة الدماغية، وبهذه الدراسة تم إثبات أن النوبات ليست هي السبب في ضمور الدماغ وإلا لفسرت الضمور عند غير المصابين، وأن تعاطي الأدوية المضادة للصرع والتقدم بالعمر هما العاملان وراء ذلك، وبهذا يكون طول مدة العلاج من الصرع هي العامل الذي يؤدي لضمور الدماغ، وبناء على ذلك فإن الصرع المزمن هو العامل الأكبر بالضمور الدماغي بسبب الحاجة المستمرة لتلقي العلاج فيه.


وفي دراسة تمت سنة 2009 بهدف تتبع المسارات العصبية بالدماغ لتوفير مجموعة من البيانات العصبية تبين للعلماء أن المحاور العصبية يتم استهلاكها بفعل النوبات التي ينتج عنها شحنات كهربائية زائدة وبناء على ذلك تستهلك الوصلات العصبية الموجودة بالدماغ مما يؤدي لموت الخلايا وحدوث الضمور بسبب الصرع.


ولكن في دراسة أخرى أحدث تمت في عام 2016، على المرضى المصابين بحالة الصرع المقاومة الفائقة أو بالإنجليزية: super refractory status epilepticus، وهي حالة يصاب بها المريض بنوبات الصرع لمدة تزيد عن 24 ساعة باستخدام المهدئات أو تنشط عند رفع التخدير عن المريض، حيث يكون الحل الوحيد لهذه الحالة هو تخدير المريض لإبعاد خطر النوبات عنه، ولكن لنعد إلى الدراسة، تمت استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي على هؤلاء المرضى أيضاً لدراسة تأثير هذه الحالة عليهم، وفي 19 مريضاً تم إجراء الدراسة عليهم في مستشفيات مايو كلينك تم ملاحظة حدوث الضمور الدماغي، حيث كان متوسط عدد أيام التخدير 13 يوماً ومتوسط مدة الإقامة بالمشفى 40 يوماً، وهي المدة التي تم فيها ضمور الدماغ لديهم، وتم ملاحظة ذلك باستخدام نسبة الدماغ البطيني أو ventricular brain ratio، حيث يتم قياس نسبة الفراغات الدماغية بالنسبة لكامل حجم الدماغ وهذه النسبة تزيد في حالة الضمور الدماغي، وتم الخروج بزيادة في هذه النسبة تصل 23.3%، وهي نسبة كبيرة خلال هذه المدة القصيرة، ولكن كما أسلفت فالسبب غير معروف، فهناك عدة احتمالات لذلك الاحتمال الأول إما أنه كان توجد نوبات لم يتم رصدها على نحو مستمر تؤدي لقتل الخلايا العصبية من خلال استهلاكها بالعمل على نحو متواصل ، أو أن استخدام الأدوية التخديرية كان ذو تأثير سام على الدماغ ومن أجل ذلك أدى لموت الخلايا، أو أن الخلايا الدماغية ضمرت ببساطة بسبب عدم الاستخدام نتيجة لحالة الغيبوبة التي تسبب بها التخدير.



والخلاصة أن السبب في ضمور الدماغ عند الإصابة بمرض الصرع هو التقدم بالسن أو استخدام الأدوية التي تعالج الصرع أو النوبات التي ترافق مرض صرع نفسها.


كما يمكنك القراءة في ما إذا كان المصابين بضمور الدماغ أكثر عرضة للإصابة بالصرع من خلال القيام بالنقر على الرابط التالي.



المصادر المرجعية المستخدمة بالإجابة: