هل يصح ما يروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قد تلقى آية الكرسي من الجن وكيف كان ذلك

2 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٠٨ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 ليس بصحيح أن عمر رضي الله عنه تلقى آية الكرسي من الجن، وإنما تلقاها كما يتلقى سائر القرآن عن رسول الله، ولا يجوز لأي أحد أن يتلقى أي آية من القرآن إلا من رسول الله، فهو المبلغ عن الله تعالى، فليس الجن مصدر لتلقي القرآن!

وإنما القصة المروية عن عمر رضي الله عنه في ذلك أن الجن علمه أن آية الكرسي سبب في طرد الشيطان وهروبه من البيت وعدم قربه من قارئها، ولكن مع ذلك القصة عن عمر في سندها ضعف أيضاً وحسنها بعض العلماء، وإنما القصة الصحيحة في ذلك إنما رويت عن أبي هريرة رضي الله عنه وأبي أيوب رضي الله عنه.

وفرق بين تلقي القرآن وتعلمه وبين معرفة فضائل آية معينة من القرآن.

والقصة المروية عن عمر رضي الله عنه في ذلك رواها ابن مسعود رضي الله عنه حيث قال:

"لقي رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً من الجن، فصارعه فصرعه الإنسي، فقال له الجني عاودني، فعاوده فصرعه.

فقال له الإنسي إني لأراك ضئيلاً شحيباً كأن ذريعتيك ذريعتا كلب، فكذلك أنتم معشر الجن، أو أنت منهم كذلك، قال لا والله إني منهم لضليع، ولكن عاودني الثالثة، فإن صرعتني علمتك شيئاً ينفعك، فعاوده فصرعه.

قال: هات علمني، قال هل تقرأ آية الكرسي؟ قال: نعم، قال: إنك لن تقرأها في بيت إلا خرج منه الشيطان، له خبج - يعني ضراط - كخبج الحمار لا يدخله حتى يصبح.
قال رجل من القوم يا أبا عبد الرحمن من ذاك الرجل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: فعبس عبد الله وأقبل وقال من يكون هو إلا عمر رضي الله عنه؟".

وهذا الحديث رواه الطبراني في المعجم الكبير وغيره وضعفها بعض العلماء، لكن الإمام الشوكاني قال عنها في در السحابة: " رويت بإسنادين أحدهما رجاله رجال الصحيح".

أما القصة الثابتة عن أبي هريرة رضي الله فقد رواها الإمام البخاري معلقة ووصلها آخرون وهي صحيحة ثابتة، وفيها أن النبي عليه السلام أوكل إلى أبي هريرة رضي الله حفظ أموال الصدقة والزكاة ، فأراد شيطان أن يسرق منها ولكنه دخل على هيئة إنسي ولم يظهر في صورته الحقيقية، فأمسكه أبو هريرة فشكا إليه الجني المسكنة والفقر فأشفق عليه وأطلقه، ثم جاء الليلة الثانية فحصل كما حصل في الأولى ، ثم جاء في الثالثة فأمسكه وقال له: لأرفعنك إلى رسول الله، فقال له الشيطان: أطلقني على أن أعلمك ما ينفعك الله به، فعلمه قراءة آية الكرسي إذا أوى إلى فراشه وأخبره أنه إذا قرأها لم يقربه شيطان حتى يصبح، فأخبر أبو هريرة رسول الله بذلك فقال " صدقك وهو كذوب" ثم أخبره بحقيقته وأنه شيطان في صورة إنسي.

ولكن أنبهك أنه حتى هذه الفضيلة لآية الكرسي لا يقال أن الصحابة تلقوها من الجن وأخذوها عنهم مسلمة وصدقوهم فيها، وإنما لم تثبت هذه الفضيلة إلا بإقرار رسول الله صلى الله عليه وسلم ولولا إقراره لما صدقنا الجن بزعمهم.

والله أعلم
 

profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٥ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 هذه الرواية غير صحيحة / ولكن قد نسبت إلى الصحابي عمر  بن الخطاب رضي الله عنه  قصة بأنه  قد صرع الجني.
-  فقد أخرج الطبراني  ولكن بإسناد ضعيف في معجمه الكبير عن عبد الله بن مسعود أنه قال:  لقي رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً من الجن، فصارعه فصرعه الإنسي، فقال له الجني عاودني، فعاوده فصرعه، فقال له الإنسي إني لأراك ضئيلاً شحيباً كأن ذريعتيك ذريعتا كلب، فكذلك أنتم معشر الجن، أو أنت منهم كذلك، قال لا والله إني منهم لضليع، ولكن عاودني الثالثة، فإن صرعتني علمتك شيئاً ينفعك، فعاوده فصرعه، قال: هات علمني، قال هل تقرأ آية الكرسي؟ قال: نعم، قال: إنك لن تقرأها في بيت إلا خرج منه الشيطان، له خبج كخبج الحمار لا يدخله حتى يصبح، قال رجل من القوم يا أبا عبد الرحمن من ذاك الرجل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: فعبس عبد الله وأقبل وقال من يكون هو إلا عمر رضي الله عنه؟.

-فنقول إن عمر بن الخطاب لم يتلق آية الكرسي من الجني بل حفظها وتعلمها من النبي صلى الله عليه وسلم فكان يحفظها ويقرؤها قبل ذلك، والجني إنما علمه أن قراءتها سبب لخروج الشياطين من المكان.
 
- وقد رويت أحاديث  عن النبي صلى الله عليه وسلم  بأن الشياطين كانت تفروا من الصحابي عمر فقال عليه الصلاة والسلام :
(إني لأنظر إلى شياطين الإنس والجن قد فروا من عمر)أخرجه الترمذي

- كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الشيطان ليخاف منك يا عمر).  رواه الترمذي وأحمد.
- أما القصة التي وردت عن الصحابي أبو هريرة مع الشيطان فقد أخرجها النسائي وذكرها البخاري في كتاب فضائل القرآن الكريم وفي كتاب الوكالة وكتاب صفة إبليس 

- فعن أبي هريرة  رضي الله عنه قال: (وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم  بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة. قال: فخليت عنه. فأصبحت فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟ " قال: قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته وخليت سبيله. قال: "أما إنه قد كذبك وسيعود" فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه سيعود" فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله  صلى الله عليه وسلم قال: دعني فإني محتاج وعلي عيال لا أعود. فرحمته وخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله  صلى الله عليه وسلم: "يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟ " قلت: يا رسول الله شكا حاجة وعيالا فرحمته فخليت سبيله. قال: "أما إنه قد كذبك وسيعود" فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله  صلى الله عليه وسلم. وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم أنك لا تعود ثم تعود. فقال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها. قلت: ما هن قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي: ﴿الله لا إله إلا هو الحي القيوم﴾ حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله  صلى الله عليه وسلم  "ما فعل أسيرك البارحة؟ " قلت: يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله. قال: "ما هي؟ " قال: قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية: ﴿الله لا إله إلا هو الحي القيوم﴾ وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح. وكانوا أحرص شيء على الخير، فقال النبي  صلى الله عليه وسلم: "أما إنه صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب  ثلاث ليال يا أبا هريرة؟ " قلت: لا قال: "ذاك شيطان". 
والله أعلم