هذه الرواية غير صحيحة / ولكن قد نسبت إلى الصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنه قصة بأنه قد صرع الجني.
- فقد أخرج الطبراني ولكن بإسناد ضعيف في معجمه الكبير عن عبد الله بن مسعود أنه قال: لقي رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً من الجن، فصارعه فصرعه الإنسي، فقال له الجني عاودني، فعاوده فصرعه، فقال له الإنسي إني لأراك ضئيلاً شحيباً كأن ذريعتيك ذريعتا كلب، فكذلك أنتم معشر الجن، أو أنت منهم كذلك، قال لا والله إني منهم لضليع، ولكن عاودني الثالثة، فإن صرعتني علمتك شيئاً ينفعك، فعاوده فصرعه، قال: هات علمني، قال هل تقرأ آية الكرسي؟ قال: نعم، قال: إنك لن تقرأها في بيت إلا خرج منه الشيطان، له خبج كخبج الحمار لا يدخله حتى يصبح، قال رجل من القوم يا أبا عبد الرحمن من ذاك الرجل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: فعبس عبد الله وأقبل وقال من يكون هو إلا عمر رضي الله عنه؟.
-فنقول إن عمر بن الخطاب لم يتلق آية الكرسي من الجني بل حفظها وتعلمها من النبي صلى الله عليه وسلم فكان يحفظها ويقرؤها قبل ذلك، والجني إنما علمه أن قراءتها سبب لخروج الشياطين من المكان.
- وقد رويت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن الشياطين كانت تفروا من الصحابي عمر فقال عليه الصلاة والسلام :
(إني لأنظر إلى شياطين الإنس والجن قد فروا من عمر)أخرجه الترمذي
- كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الشيطان ليخاف منك يا عمر). رواه الترمذي وأحمد.
- أما القصة التي وردت عن الصحابي أبو هريرة مع الشيطان فقد أخرجها النسائي وذكرها البخاري في كتاب فضائل القرآن الكريم وفي كتاب الوكالة وكتاب صفة إبليس
- فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة. قال: فخليت عنه. فأصبحت فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟ " قال: قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته وخليت سبيله. قال: "أما إنه قد كذبك وسيعود" فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه سيعود" فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعني فإني محتاج وعلي عيال لا أعود. فرحمته وخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟ " قلت: يا رسول الله شكا حاجة وعيالا فرحمته فخليت سبيله. قال: "أما إنه قد كذبك وسيعود" فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم أنك لا تعود ثم تعود. فقال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها. قلت: ما هن قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي: ﴿الله لا إله إلا هو الحي القيوم﴾ حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما فعل أسيرك البارحة؟ " قلت: يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله. قال: "ما هي؟ " قال: قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية: ﴿الله لا إله إلا هو الحي القيوم﴾ وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح. وكانوا أحرص شيء على الخير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أما إنه صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب ثلاث ليال يا أبا هريرة؟ " قلت: لا قال: "ذاك شيطان".
والله أعلم