هل يشعر الشخص الانطوائي بالوحدة؟

نعم. يشعر الشخص الانطوائي بالوحدة ولكن ليس السبب في شعوره بالوحدة سمة الانطوائية على العكس تمامًا.

يمكن القول إن الانطوائي أكثر قدرة على تحمل مشاعر الواحدة أو التعامل معها لعوامل عدة تتحكم به ناتجة عن السمة الشخصية الانطوائية.

فالانطوائي شخص يقدر الوقت بمفرده أكثر من أي شخص آخر، لكنه في المقابل يحتاج للاتصال البشري مع الآخرين ليشعر بهدف الوجود.

لكن الشعور بالمتعة أثناء التواصل البشري يُغذى عن طريق قضاء بعض الأوقات بشكل منفرد.

هذا يعني أن تجربة الوحدة الاختيارية للشخص التنطوائي هي تجربة ممتعة وهي سبب في تطوير الإيجابية إن صح القول.

في المقابل ومن ناحية أخرى الوحدة للشخص الانطوائي المشحونة بقدر كبير من السلبية سبب في الشعور بالوحدة الحقيقية، وسبب في زيادة الشعور بالحزن والضعف.

الشعور بالوحدة للانطوائي كمفهوم قد يختلف عنه عند الشخص المنفتح.

حيث الانطوائي قادر على قضاء شهر تقريبًا من القوت دون التفاعل مع المحيط إلا أنه يشعر بالرضا النفسي لأنه يشعر بالأمن والثقة ويعلم أن المحيط لا يعني العدد مقابل الجودة.

بينما شخص آخر قد يرى عدم تفاعله مع الآخرين لمدة يوم واحد سبب في الشعور بالوحدة.

الوحدة بالنسبة للانطوائين عبارة عن؛ عاطفة يصعب اكتشافها، حيث الانطوائي يميل بشكل كبير إلى تفسير الغضب والقلق والذنب والإرهاق ويركز على نفسه بشكل كبير.

مما يعني القدرة على التحكم بالذات أكثر من غيره. والتحكم بالذات وفهم المشاعر سبب في جعل مشاعر الوحدة ظاهره بأقل قدر ممكن لدى الانطوائي.

ومن ناحية أخرى قد تكون الوحدة لدى الانطوائي غياب لأمر مهم في الحاضر، حيث يرى الانطوائي أن اكتشاف أمر مفقود أصعب بكثير من رؤية ما هو موجود. 

مما يجعل مشاعر الوحدة تختلف وتكون أكثر تأثير إن حصلت عليه في حال فقد أمر مهم في الحاضر له جودة وقيمة كبيرة.

ومن الأمور التي لا بد من التنويه إليها بما يخص الشعور بالوحدة أن الشخص الانطوائي على عكس الشخص العادي لا يعتمد على المحيط الخارجي والأخص الأشخاص للشعور بالتعزيز وتقدير الذات، وإنما يطور مصادر الشعور بالرضا النفسي بشكل داخلي. هذا الأمر يجعل الشعور بالوحدة أقل منه عند الشخص المنفتح.

قد يشعر الانطوائي بالوحدة عندما يفقد التواصل الحيكم مع المحيط والمجتمع، فعندما لا يجد شخص ما يفهمه ولو كان شخص واحد فقط يشعر بالوحدة، وفي المقابل هذا الشخص عندما يقدم الاستماع والفهم فهو بالنسبة للانطوائي يكفي عن العالم بأسره.