لا يشترط ولا يجب ذلك، ولكنها سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم من فعلها نال أجرها ومن تركها لم يأثم، والسنة أن يكون رطباً فإن لم يجد فليفطر على تمر فإن لم يجد إذا لم فليفطر على الماء وليكن معه شيء من الفواكه الحلوة التي تقوم مقام التمر.
وهذه السنة رويت عن النبي عليه الصلاة والسلام قولاً وعملاً:
فمن فعله عليه السلام ما جاء في الحديث عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قال: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ فَعَلَى تَمَرَاتٍ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ" (رواه أحمد وأبو داود).
ومن قوله عليه السلام ما جاء في الحديث عن سلمان بن عامر الضبيِّ عن النبيﷺ قال: "إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر إنه بركة، فإن لم يجد فعلى الماء فإنه طهور" (رواه الترمذي)
وعليك بعد أن تفطر على التمر والماء أن تصلي المغرب إذا تيسرت جماعة في المسجد أو في المنزل، ثم ترجع إلى إتمام باقي إفطارك، ومن الخطأ شرعاً وصحة أن تجلس فتفطر كامل إفطارك مع الأذان وتنهي الطعام وتجعل الصلاة بعد ذلك.
فهو خطأ شرعاً لأنك بذلك تفوتك صلاة الجماعة ويفوتك فضيلة الصلاة أول الوقت وقد لا تكسل بعد الفطور فلا تنتبه للصلاة ولا تتنشط لها إلا قبل صلاة العشاء بقليل، بينما حدة الجوع والعطش يمكن كسرها بأكل التمر وشرب الماء، فتستجمع قوتك وتصلي ثم ترجع إلى باقي طعامك.
وهو خطأ صحة لأن مفاجئة المعدة بكميات كبيرة من الطعام مع انقطاعها عنه لساعات سيكون ثقيلاً عليها وقد لا تستطيع هضمه فتضر معدتك ولا تنتفع بالطعام الانتفاع المطلوب، بينما تهيئة المعدة بالتمر والماء يلطف الأمور ويهيئها لما هو قادم.
وإنما اختير التمر ابتداء لأنه كما يقول ابن القيم رحمه الله "الحلو أسرع شيء وصولاً إلى الكبد وأحبه إليها، ولا سيما إن كان رطباً، فيشتد قبولها له، فتنتفع به هي والقوى، فإن لم يكن فالتمر لحلاوته وتغذيته فإن لم يكن فحسوات من الماء تطفئ لهيب المعدة وحرارة الصوم، فتنتبه بعده للطعام، وتأخذه بشهوة ".
فالتمر له فوائد صحية مهمة تعوض الصائم عما فقده أثناء النهار لذلك عليك أن تحرص على وجود التمر في بيتك وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام (يا عائِشَةُ، بَيْتٌ لا تَمْرَ فيه جِياعٌ أهْلُهُ، يا عائِشَةُ، بَيْتٌ لا تَمْرَ فيه جِياعٌ أهْلُهُ، أوْ جاعَ أهْلُهُ قالَها مَرَّتَيْنِ، أوْ ثَلاثًا) (رواه مسلم)
ومن العادات السيئة عند الإفطار ما تراه من إفطار بعضهم على دخان! فيكون ختام طاعته الإفطار على ما حرم الله نسأل الله العافية.