في كل ثانية، يولد طفل جديد في هذا العالم، وأسعد لحظات حياة الإنسان هي عند رؤية طفله يولد ويكبر ويتطور أمام عينيه، وفي نفس الوقت، يكون لدى الأهل شعور مختلف تماما، وهو الشعور بالمسؤولية، والشعور بأنه يريد تربية هذا الإنسان ليواجه العالم بأحسن وسائل التربية الممكنة.كلنا نريد من أبنائنا أن يكونوا أفضل منا ، ولكن نواجه مشاكل كبيرة في التربية، فهناك نوعين من أنواع من التربية، أولها هي التربية التقليدية والتي تتمثل بأسلوب الشدة والثانية هي التربية المتساهلة والتي تكون مزيجا من اللين وإعطاء حرية التفكير للأولاد، وهي ما أتبعه وأشجع عليه.
فمثلا أرى أن بعض أصدقائي الذين يستخدمون أسلوب التربية التقليدية، يصرون على أخذ ابنائهم الصغار الى دور العبادة، سواء كانت مسجد او كنيسة، رغم أن الطفل يفضل بقاءه في البيت للعب.
حيث أن الأهل الذين يربون أبناءهم بالطريقة التقليدية،يربطون تعليم الأبناء المناسك والشعائر الدينية بالتربية الصالحة، و يفترضون أن الطفل الذي يصلي مثلا، هو الطفل صاحب الأخلاق العالية والتربية و الجيدة.
لكن رأيي الشخصي أن هذا أمر غير لازم ،فالأخلاق موضوع مختلف تماما عن الدين، كما أن تعليم الطفل الدين في سن صغيرة سيسعد الآباء لا الأبناء.
من المؤكد أن تعليم الأبناء عن الدين قد يبعدهم عن ارتكاب بعض الأخطاء كتناول الكحول والتبغ والمخدرات، لأنها من المحرمات ، لكن تشير بعض الأبحاث إلى أن بعض الأطفال يصاب بالاكتئاب والخوف والقلق المستمر بسبب ترهيبهم بعقوبات من لم يتبع الدين، كخوفهم من أن ينتهوا في النار أو أن يتعرضوا لعذاب القبر.
لا اشجع على توجيه الطفل دينيا الى دين معين، ولا الى اللادينية، أعتقد ان من حق اطفالي ان يكتشفوا الامر بأنفسهم، اطفالي ليسو ملكي، ليس من حقي أن افرض عليهم افكاري وقناعاتي ،انا اربيهم على الأخلاق الجيدة، وأضع أمامهم المصادر ، وهو سيميلون إلى ما يرونه يناسبهم بأنفسهم.
وبرأيي كأم، والذي لا أفرضه على أحد، أن التربية الدينية يجب أن لا تكون مادة إجبارية في المدارس ايضا، فالدين أمر شخصي ، شيء روحاني بين الشخص وربه ، والمراجع متوفرة لدى الجميع، فاذا ما اراد الشخص ان يلجأ لها او لرجال الدين او للمعابد، فهذا أمر يخصه وهو حر.
.
62 مشاهدة
