هل يحقد قلب المؤمن

1 إجابات
profile/ياسمين-عفانه
ياسمين عفانه
بكالوريوس في الشريعة والدراسات الإسلامية (٢٠١٢-٢٠١٦)
.
١٣ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 يعتبر الحقد من أمراض القلوب التي يصاب بها الإنسان، والمؤمن بشر يخطئ ويصيب وليس كاملاً، فهو يصاب بأمراض القلوب تلك، ولكن ما يميز المؤمن عن غيره، هو انشغاله بتزكية نفسه عندما تخطئ وتنحرف عن الصراط المستقيم.

ولهذا أمر الله عز وجل بتطهير القلب، وتزكية النفس بشكل دائم، وقد جعل الله تزكية النفس وتطهير القلب من غايات الدين الإسلامي، وقدمها على تعلم كتابه الكريم وذلك لأهميتها، لأن القلب المليء بالشوائب والأمراض لا ينتفع من كلام الله، ولذا وجب تطهيره أولاً، وقد قال الله عز وجل: " هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ" سورة الجمعة / 2.

والحقد مرض من أمراض القلوب التي تسبب الكره والضغينة بين الناس وقد تؤدي بالإنسان لذنوب أخرى ولذا عليه أن ينتبه وينشغل بتزكية نفسه طوال الوقت.

وقد يؤدي الحقد إلى هتك ستر المسلم أو تتبع زلاته، وقد يكون مدلاً للشيطان يدفع المسلم إلى تشويه صورة أخيه المسلم والافتراء عليه بغير وجه حق وربما يؤدي به إلى ذنب عظيم، وقد قال الله عز وجل: " اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ" سورة يوسف / 9.

زيادة على ذلك فإن الحاقد يعيش بالضنك في حياته وتملؤها المشاكل، ولا يأتيه النفع من ذلك أبداً، فهو لا يعيش مرتاح البال أبداً حتى يتخلص من مرض قلبه، ويكون مصيره النار في الآخرة، فلا يعيش مرتاحاً لا في دنياه ولا آخرته.

لذا على الإنسان أن يزكي نفسه، ويعفو عن الناس ويسامحهم ولا يجعل في قلبه شيئاً لهم، وهذه شيمة من شيم الأنبياء والصالحين الذين هم قدوة لنا في دنيانا.

ولذا فانتبه إلى أمراض القلوب، فهي امتحان من الله عز وجل، وانشغل بإصلاح نفسك وتزكيتها حتى يرضى عنك الله وتقابله بقليم خالي من الشوائب، كما قال الله عز وجل في سورة الشعراء: " إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ" الآية 89.

وتذكر أن صفاء القلب من صفات أهل الجنة وقد قال الله عز وجل في أهل الجنة في سورة الحجر: " وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ" الآية 47.

 

المصدر

طريق الإسلام: الغل والحقد والضغائن