هل يجوز عقد القران على ملك اليمين

نعم يجوز بنص القرآن ولكن بثلاثة شروط:

1. ألا يكون عند الرجل قدرة على زواج الحرة ودفع مهرها، لأن مهر الحرة عادة أعلى من مهر الأمة، وقد يكون الرجل فقيراً لا يملك دفع هذا المهر، ولا يجد حرة تقبل به بدون مهر مثلها أو ترضى به لفقره، فيحل له عندها الزواج من الأمة - ملك اليمين- لأن تكلفة هذا الزواج أخف وأيسر.

قال الله تعالى (ومن لم يستطع منكم طولاً أن ينكح المحصنات المؤمنات فمما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم).
فالطول هو المهر والقدرة على نكاح الحرة وهو المقصود بالمحصنات هنا.

2. أن يخشى العنت يعني المشقة من ترك الزواج نتيجة حاجته إلى زوجة تعفه ويقضي شهوته معها، فهذه غريزة وفطرة في الإنسان، وليس كل إنسان يستطيع أن يصبر على ذلك، وإن كان الصبر وترك هذا الزواج خير على كل حال.

قال تعالى (ذلك لمن خشي العنت وأن تصبروا خير لكم).

والعنت هي المشقة من ترك الزواج.

3. أن تكون الأمة مؤمنة وليست كتابية، فلا يجوز الزواج من الأمة الكتابية على الراجح، وإن كان يجوز الزواج من الحرة الكتابية.

قال تعالى (فمما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات) فقيدهن ووصفهن بالمؤمنات، ومفهوم المخالفة يقتضي عدم جواز ذلك من غير المؤمنات.

والحكمة في النهي عن نكاح الأمة في الأصل هو الحفاظ على حرية الولد، فالشارع الكريم لا يتشوف إلى إرقاق الناس، خاصة لما يولد من أم مؤمنة، لكن القاعدة المتفق عليها أن الولد يتبع أمه في الرق والحرية، فإذا كانت حرة فهو حر وإذا كانت أمة فهو رقيق وعبد لمن يملك أمه، ففي هذا نوع ضرر على الولد.

لذلك نهى الشارع عن الزواج من الإماء وملك اليمين إلا في الحالة التي تصبح المصلحة منه أكبر من المفسدة المرتبة عليه، والمصلحة هنا حفظ الرجل والزوج من الزنا الذي قد يؤدي إلى مفاسد لا يمكن تداركها، بخلاف هذا الزواج متى توفرت الشروط المذكورة.

والله أعلم