هل يجوز صلاة الفجر سرّاً دون الجهر إن كنت وحيداً؟

نعم يجوز ذلك ، ولكن السنة والأفضل أن تجهر في القراءة فيها سواء صليتها وحدك أو مع جماعة من الناس.

ذلك أن الجهر والإسرار في القراءة في الصلاة هو أصلاً من سنن الصلاة سواء الجهرية أو السرية وليس من واجباتها ولا أركانها ولا شروط صحتها، فلو جهر في الصلاة السرية أو أسر في الصلاة الجهرية فصلاته صحيحة وسواء في ذلك صلى وحيداً أو في جماعة.

لكن متابعة سنة النبي عليه الصلاة والسلام وفعله وهديه في الصلاة أفضل وأكمل ولا شك وقد قال عليه السلام ( صلوا كما رأيتموني أصلي) ، والنبي كان يصلي الفجر جهراً لا سراً ، بل كان هديه عليه السلام أم يطيل فيها القراءة حتى يقرأ في الركعتين من ستين إلى مائة آية.

وما دام هذا هدي النبي عليه السلام فالأصل في المسلم الاقتداء به واتباعه على سنته، والجهر في صلاة الفجر .

قد تقول ولكن النبي عليه السلام فعل ذلك ليسمع الناس قراءته في صلاة الجماعة ، وأنا أصلي في بيتي منفرداً فلا مصلحة من الجهر في الصلاة !

والجواب : أن ما يشرع للإمام في صلاة الجماعة يشرع للمنفرد خاصة في الجهر والإسرار.

ثم إن الجهر فيه مصلحة حتى للمنفرد منها : خشوعه وحضور قلبه أكثر ، سماع أهل البيت القرآن وسماع سكان البيت من غير الإنس أيضاً ، فليست المسألة مقتصرة على سماع المأمومين من الإمام ، بل الجهر بالقرآن فيه بركة بحد ذاته فهو كلام الله .

لذلك احرص هل الجهر في صلاة الفجر ولو صليتها وحيداً منفرداً في البيت .

ولو قضيت صلاة الفجر بعد طلوع الشمس فقد اختلف العلماء هل السنة الجهر مراعاة لأصل الصلاة أم السنة الإسرار مراعاة لفرض الوقت الذي هو الصلوات النهارية التي يسن فيها الإسرار، وقد روي عن النبي عليه السلام الجهر في صلاة الفجر التي فاتته .

والله أعلم