هل يجوز شرعاً صناعة حلوى على شكل حذاء أم أن ذلك يعد امتهانا للطعام

-لا حرج في ذلك ولكن الأولى تركها لأن صناعة حلوى على شكل حذاء يعتبر من الامتهان للنعم فينبغي اجتنابه  وترك ذلك ,ويجب أن يعلم المسلم بأن الله تعالى إذا أنعم على عبده بهذه النعم فينبغي أن يقابل ذلك بإكرامها وترك العبث بها.

-يقول الله تعالى (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) سورة الأعراف آية 31
- فينبغي علينا أن نتأمل  في هذه النعم التي أنعم الله بها علينا ويتوجب علينا إكرام النعم  وَعَدَم الاسْتِهَانَةِ بِقَلِيلِ الطَّعَامِ وَلَوْ كَانَ لُقْمَةً وَاحِدَةً أَوْ أَقَلَّ مِنْهَا.

- فقد كان كان رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا أكل طعامًا لعَق أصابعَه الثلاثَ . قال وقال (إذا سقطتْ لُقمةُ أحدِكم فلْيُمِطْ عنها الأذى . ولْيأكُلْها . ولا يدَعْها للشيطانِ ) وأَمرَنا أن نسلتَ القصعةَ .

- فإن صناعة الحلويات أو  بعض المأكولات على شكل مجسمات لا حرج فيه، حتى ولو كانت لذوي الأرواح لأنها معدة للأكل والامتهان،  ولم تصنع  لا للعبادة ولا للتقديس، ولا للتعظيم ونحوه، ولكن كما ذكرنا ينبغي أن نعظم هذه النعم وأن لا نتسبب في صناعتها بامتهان.

- وقال الإمام الشبراملسي رحمه الله  وهو فقيه شافعي مصري  :"الصور التي تتخذ من الحلوى لترويجها، لا يحرم بيعها ولا فعلها، ثم رأيت الشيخ عميرة نقل ذلك عن البلقيني"في  حاشيته على نهاية المحتاج

- وقد جاء في حاشية الشرواني - في باب  ما يحرم بيعه -: (قوله: وصورة حيوان) وفي العلقمي على الجامع ما نصه: قال النووي رحمه الله : قال العلماء:
تصوير صورة الحيوان حرام، شديد الحرمة، وهي من الكبائر سواء صنعه لما يمتهن أم لغيره، فصنعته حرام مطلقا بكل حال، وسواء كان في ثوب أو بساط، أو درهم أو دينار، أو فلس، أو إناء أو حائط أو غيرها. فأما تصوير ما ليس فيه صورة حيوان مثلا فليس بحرام.

- وعموم قوله: أم لغيره يفيد خلاف ما نقل عن البلقيني من أن الصور التي تتخذ من الحلوى لترويجها لا يحرم بيعها ولا فعلها.
ويوافق ما في العلقمي من الحرمة مطلقا ما كتبه الشيخ عميرة بهامش المحلي من قوله: ثم لا يخفى أن من الصور ما يجعل من الحلوى بمصر على صورة الحيوان، وعمت البلوى ببيع ذلك، وهو باطل

- لكن قد يقال بإباحة صناعة الحلوى والقوالب التي على شكل شخصيات كرتونية للأطفال؛ لأن جمعا من أهل العلم استثنوا من حرمة التصوير والتماثيل ما كان للأطفال لغاية تعليمهم ما يصلحهم، وأن يأنسوا به

-وإن من اهم النعم التي أنعمها الله تعالى على الإنسان بعد نعمة الإسلام ونعمة الصحة هي نعمة الطعام والتي جاءت فيها العديد من الآيات القرآنية  فنعمة الطعام نعمة عظيمة بحسب نوعها واختلافها  قال تعالى :(فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا *وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا * وَحَدَائِقَ غُلْبًا * وَفَاكِهَةً وَأَبًّا * مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ) سورة عبس (24-32) 

وفي هذه الآيات الكريمة ذكر لقلة قليلة جدا من أمثلة طعام الإنسان ، والذي خلقه الله تعالى وأوجده للإنسان مثل  العنب باختلاف أنواعه والزيتون والنخل الذي ينتج البلح بألوانه المتعددة ، والتمور ، والفاكهة بكافة ألوانها وأشكالها وأحجامها ، وتذكر لنا الآية الكريمة الآية مراحل النمو التي تبدأ من البذور إلى زراعة الأرض والري بالماء الطاهر الذي خلقه رب العزة.

-وعليه : فإنّ صناعة الحلويات أو قوالب الكيك وما شابه ذلك من المأكولات على صورة مجسمات لا حرج فيه؛ لأنه لترويجها لا لتعظيمها.
والله تعالى أعلم.