هل يجوز شرعاً الزواج في شهر رمضان المبارك

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٩ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 نعم يجوز الزواج في شهر رمضان مع الالتزام بآداب وقواعد الصيام على اعتبار أنه فرض تأديته.
-ولأن شهر رمضان من الأشهر التي تتصف بالعبادة وبالحج بين الحلال والحرام والابتعاد عن كل المحرمات والشهوات والرغبات .

-ومن المعروف بأن شهر رمضان يجب أن يستغل بكل ما تستطيع من عبادات وروحانيات واستغلال وبالتهجد والاستغفار.

- ومن المستحب في هذه الأيام الفضيلة، عدم مواصلة المحبب في الشهور العادية، واتصاله بالشهر الفضيل منها: الزواج والاحتفالات الخاصة به .

- فشرعا لا يوجد مانعا من عقد الزواج في شهر رمضان ، فالإسلام لم يحرم ذلك ، ولكن ينبغي التأكيد على ثلاثة أمور :
الأمر الأول : على المسلم أن يختار الموعد المناسب للزواج - بحيث لا يكون خلال عبادة مؤقتة ووقتها ضيق كشهر رمضان .

- فالزواج واجب ولكن وقته موسع طيلة العام.

- بينما الصيام واجب مضيق ووقته مضيق ومحدود ، والحكم في علم الأصول : أن لا يطغى الجانب المضيق على الجانب الموسع ، ولكن العكس صحيح .

الأمر الثاني : الذي يتزوج في رمضان كأنه يعطي عذر لنفسه بالفطر في رمضان!! أو أنه يخطط مسبقاً أن يفطر في رمضان! لأن معظم الشباب لا تستطيعوا  أن يتحكموا بشهوتهم والتي تكون في أوجها في بداية الزواج - بحيث يتحكم بهذه الشهوة مدة الصيام وقد تتجاوز الستة عشرة ساعة في ايام الصيف الطويلة!!

- ولا أحكي هذا الكلام من فراغ إنما من تجارب واقعية : فقد تزوج أحد الأشخاص  في شهر رمضان - وواقع زوجته في نهار رمضان لأنه لم يستطع التحكم في نفسه - وانقلبت سعادته إلى هم وغم لأن كفارة الجماع في رمضان صيام شهرين متتابعين ( وفعلاً قام بصيام شهرين متتابعين بعد رمضان ) !!

الأمر الثالث : هناك فرق بين الزوج الصغير في السن والذي لم يسبق له الزواج، والذي لا يستطيع أن يتحكم بشهوته - فهذا نقول له من الأفضل والمستحسن والأحوط لك أن لا تتزوج في شهر رمضان المبارك إلا أن يكون هناك ضرورة أو ظرف عائلي خاص -، وبين الزوج الكبير بالسن والمجرب للزواج والذي تكون شهوته قليلة وبسيطة ويستطيع أن يتحكم بشهوته- وهذا نقول له : لا بأس بزواجك في شهر رمضان .

- وبالتالي نجد حديث عائشة رضي الله عنها : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل ويباشر وهو صائم، وكان أملككم لإربه.
- ففي هذا تبين أم المؤمنين عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها القدر المتاح الذي يمكن للصائم أن يقترب فيه من امرأته، فتقول رضي الله عنها: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل»، أي: يقبل زوجاته، ويباشرهن.
والمباشرة : هي الاستمتاع بالزوجة بما دون الجماع من نحو المداعبة والمعانقة، يفعل هذا وهو صائم، سواء كان صوم فرض أو تطوع، «ولكنه كان أملككم لإربه»، أي: كان أكثر الناس تماسكا وأكثر قدرة على التحكم في نفسه، ومنعها عن الشهوة التي تفسد الصوم، و«الإرب»: هو الحاجة أو العضو، وقد أشارت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بقولها: «وكان أملككم لإربه» إلى أنه تباح القبلة والمباشرة بغير الجماع لمن يستطيع التحكم في شهوته دون من لا يأمن من الإنزال أو الجماع.
وما يستفاد من هذا الحديث :1- حسن أخلاقه صلى الله عليه وسلم مع أهله ولطف معاشرته. 
2- كما دل هذا الحديث على ما دل عليه القرآن من أن الشهوة من المفطرات، شهوة الجماع من المفطرات حيث قال الله –جل وعلا-: ﴿أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن﴾  ن ثم قال جل في علاه: ﴿فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل﴾ سورة البقرة 187
3- كما دل الحديث على جواز قبلة الصائم لزوجته ، ومنهم من ذهب إلى الكراهة مطلقا، ومنهم من ذهب إلى الكراهة لمن تحرك شهوته، ومنهم من ذهب إلى الاستحباب. وأقرب الأقوال هو ما ذهب إليه الشافعية والحنابلة من أنه تكره القبلة لمن تحرك شهوته، أما إذا كان يخشى المفسد فلا خلاف بين العلماء في أنه لا تجوز القبلة.أما إذا كان لا يخشى ذلك فإنه لا يفسد صومه، وإن قيل: بكراهيته.