هل يجوز بيع الخمر أو إهداؤه لغير المسلمين

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١١ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 لا يجوز بيع الخمور أوالمتجارة به وبيعه سواء للمسلمين أو غير المسلمين رغم أنهم يستحلون ذلك - فهذا أمر محرم في ديننا. كما أنه لا يجوز الإعانة على شربه لا لمسلم ولا لكافر ، قال الله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب) سورة المائدة 2
- فهو من باب التعاون على الإثم والعدوان ومعصية الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم .

- فما ثبت تحريمه كالخمر والنبيذ لا يجوز المتاجرة به ولا بيعه لغير المسلمين ولا حتى إهدائهم إياه .

  -وفي الحديث الصحيح عن ابْنِ عُمَرَ قال قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَشَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا وَمُبْتَاعَهَا وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ). وصححه الألباني في صحيح أبي داود.

ففي هذا الحديث النبوي يخبرنا النبي صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: أن الخمر لُعِنَت على عَشَرةِ أوجُهٍ"، وجاء اللَّعنُ هنا بمعنى التَّحريمِ،
والتَّحريمُ اشتمل  عشَرةَ أمورٍ متعلِّقةٍ بها،
1-أن الخمر بحد ذاته محرم
2- الذي يعصر الخمر ويقوم بصِناعتِه مِن أيِّ مادَّةٍ كانت،
3-: ومُعتصِرِه :أي الذي يَطلُبُ عَصْرَها مِن العاصِر، سواءٌ كان صاحِبَها أو أجيرًا عندَه يَحمِلُها فقط،
4- بائع الخمر:  أي الَّذي يَبيعُ الخمْرَ،
5- ومُبتاعِها: أي الذي  يَشتريها لِنَفسِه أو لغيرِه،
6- حاملِها : أي  الشخص النَّاقِلِ لها،
7-والمحمولَةِ إليه:  أي: المنقولَةِ إليه،
8-آكِلِ ثَمنِها : وهو الذي يأكُلُ مِن ثمَنِها مِن بيعِها، يأخذُ أُجرةً على عمَلِه وهو يَعلَمُ أنَّ مصدرَ المالِ مِن بَيْعِها
9- 10 شارِبِها" وهو مُتعاطِيها، "وساقِيها"، وهو الَّذي يُقدِّمُها ويَصُبُّها للغيرِ لِيَشرَبَها.
وهذا كلُّه مِن بابِ سَدِّ الذَّرائعِ والسُّبلِ أمامَ نشْرِ الخمْرِ؛ فلم يَترُكِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بابًا يتعلَّقُ بها إلَّا وأغلَقه وحرَّمه؛ لأنَّ الخمْرَ أمُّ الخبائثِ وتدفَعُ إلى عمَلِ كلِّ المحرَّماتِ والموبقاتِ؛ فاشتدَّ التَّحريمُ في أمْرِها لذلك.

- فمن خلال النصوص الشرعية السابقة يتبين لنا تحريم الخمر والمتاجرة به وبيعه لغير المسلمين ولو على سبيل الهدية - رغم أن غير المسلمين لا يرون تحريم الخمر .

- وكما لا يجوز بيع الخمر أو المتاجرة به، فكذلك قال العلماء لا يجوز بيع العنب للخمارة التي يعلم صاحب العنب أن هذا العنب سيصنع منه خمراً يباع في هذه الخمارة - وذلك وفقاً للقاعدة الشرعية التي تقول: " إن كل شيء أدى إلى فعل حرام فهو حرام "
 
 وتعتبر  الهدية  التي تحتوي على الخمر من أخبث الهدايا، ولا يجوز شرعا لا إهداؤها ولا قبولها إطلاقا
فعندما أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم بخمر رفضها  وأخبر الرجل بأنه يعلم بأن الخمر حرام؟؟؟ لما ورد في الحديث  (إِنَّ رَجُلًا أَهْدَى لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاوِيَةَ خَمْرٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَهَا؟ قَالَ: لَا. فَسَارَّ إِنْسَانًا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بِمَ سَارَرْتَهُ؟ فَقَالَ: أَمَرْتُهُ بِبَيْعِهَا. فَقَالَ: إِنَّ الَّذِي حَرَّمَ شُرْبَهَا حَرَّمَ بَيْعَهَا). صحيح مسلم

فلا يجوز للمسلم أن يحمل الخمر كهدية ولا أن يقبلها تحت أي ظرف كان، كما يتوجب أن نبين للناس حرمة هذا الصنع ، ألا تخشى في الله لومة لائم .

- والأصل في المسلم أن لا يكن همه الكسب المادي سواء من حلال أو حرام لأن هذا المال سوف يسأل عنه يوم القيامة سؤالين :
الأول: من أين اكتسبت هذا المال؟
الثاني : فيم أنفقت هذا المال؟


- فالكسب الحرام مصيره إلى زوال وخسارة في الدنيا وفي الآخرة ، فعلى المسلم أن يتقي الله تعالى في بيعه وشراءه وتجارته وأن يتحرى الحلال ابتغاء مرضاة الله تعالى ، ومن ترك شيئاً لله تعالى أبدله الله خيراً منه.