نعم يجوز مثل هذا الفعل، بل يستحب ويشرع على الصحيح.
والدليل على ذلك :
- ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا فرغ من دفن الميت وقف على رأسه وقال " استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل " وهذا الحديث رواه أبو داود في السنن من حديث عثمان بن عفان وصححه بعض العلماء .
فالنبي شرع الاستغفار للميت وسؤال الثبات له وهذا يعم الدعاء له عند القبر بعد الدفن أو بعد الانصراف، ولم يطلب النبي عليه السلام من الصحابة الانصراف مباشرة.
- وفي الحديث الطويل الذي رواه الإمام مسلم عن عمر بن العاص عند احتضاره كان من جلمة ما قاله رضي الله عنه " .. إذا أنا مُتُّ فلا تَصْحَبْنِي نائِحَةٌ، ولا نارٌ، فإذا دَفَنْتُمُونِي فَشُنُّوا عَلَيَّ التُّرابَ شَنًّا، ثُمَّ أقِيمُوا حَوْلَ قَبْرِي قَدْرَ ما تُنْحَرُ جَزُورٌ ويُقْسَمُ لَحْمُها، حتَّى أسْتَأْنِسَ بكُمْ، وأَنْظُرَ ماذا أُراجِعُ به رُسُلَ رَبِّي".
فأمرهم بالمكوث حول قبره قدر زمن نحر الجزور وتقسيم لحمها - وهذا يمكن أن يقدر بساعة تقريباً -، وقصده من ذلك المكوث والدعاء له والاستغفار وسؤال الثبات .
وذكر حكمة أخرى وهي استئناسه بهم وهذا فيه دليل أن الميت يشعر بمن حوله ولربما يسمع .
- وروي عن التابعين أنهم كانوا يستحبون إذا دفن الميت وانصرف عنه الناس أن يقال عند رأسه : يا فلان قل لا إله إلا الله ، يا فلان قل ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد .
ولكن يحذر من البكاء بصوت مرتفع أو العويل أو النياحة ونحو ذلك مما في أذى للميت في الحقيقة كما أخبر النبي أن المين يعذب ببكاء أهله عليه.
وإنما يشرع الدعاء والاستغفار وسؤال الله الثبات للميت عند السؤال ، ولعله يكون فيه تأنيس للميت في غربته الجديدة .
نسأل الله الثبات.