نعم يجوز دفع الزكاة له ولكن إذا خشي أن يصرفها على الدخان فلا تدفع له مباشرة بل يمكن إعطاؤها لزوجته لتصرفها على احتياجات البيت، أو يمكن أن يدفع منها بعض ديونه مباشرة كإيصالات دفع الكهرباء أو غيرها.
فإن الله تعالى قال (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم).
( التوبة، 60)
فكونه فقيراً أو مسكيناً يجعله من أهل الزكاة ما دام مسلماً، لأنه يشرط أن يكون مسلماً ليستحق الزكاة من هذا المصرف وهو مصرف الفقراء أو المساكين ولا يجوز دفعها لغير المسلمين.
ولا يشترط ألا يكون عاصياً كالدخان، لأنه لو اشترط ذلك لشق ذلك على الأغنياء والفقراء على حد سواء، ثم إن هذا الفقير له عائلة من زوجة وأولاد محتاجين بحاجته أيضاً فما ذنبهم أن يحرموا من الزكاة والصدقات بمعصية والدهم.
ولكن قد تقول: ولكن ما الذي يضمن ألا يصرف أموال الزكاة على دخانه ومعصيته، فنكون خسرنا الزكاة ولم يستفد منها أحد؟
والجواب: لذلك قلنا في البداية أنه إن كان سفيهاً إلى درجة أن يصرف مال الزكاة على دخانه ومعصيته، فلا تعطيه المال مباشرة، بل إما تعطيه لزوجته دون علمه هو فتصرف هي على البيت وتقوم بحوائجهم، أو يمكن أن تساعده بدفع بعض الديون المباحة المتراكمة عليه مثل دفع إجار البيت أو إيصال دفع الكهرباء أو الماء ولو دون علمه أو طلبه لأنه لا يشترط في دفع الزكاة عن الغارمين معرفتهم وطلبهم أو إذنهم.
وبذلك نكون جمعنا بين المصلحتين: مصلحة الفقير ومصلحة عدم ضياع أموال الزكاة.
ولكن أنبهك أخيراً أنه لا يجوز أن تشتري بأموال الزكاة طروداً خيرية وتوصلها للفقير باجتهادك أنت، فهذا لا يجوز ولا تحسب زكاة بل صدقة، لأن زكاة المال لا بد أن تخرج مالاً وتدفع مالاً والفقير يتصرف بها بحسب حاجته ولا يقيد بطرود غذائية ونحو ذلك.
والله أعلم
153 مشاهدة
