الدعاء بإجهاض الحمل له ثلاث حالات :
الحالة الأولى : أن تدعو بإجهاض الحمل قبل نفخ الروح فيه وقبل تمامه أربعين يوما .
فالإجهاض في مثل هذه الحالة جائز على الراجح إن شاء الله ، وطلبه والدعاء به دعاء بما هو مباح جائز ، فلا بأس به ، ولكن الأفضل والأحسن أن يكون دعاؤها بأن يختار الله لها ما فيه خير في دينها ودنياها ، فالإنسان ظلوم جهول عجول ، يطلب ويدعو ما يظن فيه خيرا له والواقع خلاف ذلك ..
قال تعالى ( ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا ) ( الإسراء ، )
الحالة الثانية : أن تدعو بذلك بعد تمام أربعين يوما وقبل نفخ الروح فيه وإتمامه 120 يوما ، فإن كان سبب الدعاء ضرر صحي نزل بالمراة أو تشوه بالولد تبين للأطباء أن فيه صعوبة على الولد في العيش معه مستقبلا ، فقد صدرت الفتاوى الفقهية المعاصرة بجواز الإجهاض في مثل هذه الحال أيضا ، وعليه لو دعت به فهي تدعو بحصول ما يباح لها فعله ، فلا بأس عليها بذلك ، ولكن الأولى كسابقتها أن تفوض الأمر إلى الله سبحانه فتسأله الخير وتستعيذ به من الشر .
أما إذا كان الدعاء سببه مجرد الخوف على الرزق او عدم الرغبة بالولد لتعب نفسي او غي ذلك ، فينهى عنه في مثل هذه الحال على الصحيح .
الحالة الثالثة : أن تدعو بإجهاضه بعد بلوغه أربعة أشهر ونفخ الروح فيه لأي سبب كان ، فهي هنا تدعو على مخلوق نفخت فيه الروح وهو آخذ حكم أبويه في الإسلام بالموت ، وهذا غير مشروع وفيه تعد في الدعاء .
وقد نهي عن الدعاء على الولد فعن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكُم، ولا تدعوا على أموالكُم، لا تُوافقُوا من اللهِ تعالى ساعة نيْلٍ فيها عطاء فيستجيب لكم) رواه أبو داود.
وهذا الجنين آخذ حكم الولد بعد نفخ الروح فيه فيرث ويورث ، وهي لا تعلم اين الخير لها ، فكم من امراة كرهت حملا معينا كان سبب سعادتها في الدنيا والاخرة ، وكم من امراة طلبت حملا وسعت في أسبابه كان سبب شقائها وتعاستها .
والواجب على العبد ـأن يفوض أمره كله لله سبحانه ويسأله من خير ما يعلم ويستعيذ به من شر ما يعلم ، ويسأله ان يجعل كل قضاء له خير .
والله أعلم
254 مشاهدة
