هل يجوز الدعاء بأدعية من القرآن عند السجود؟

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الفقه وأصوله
.
٢١ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات

نعم يجوز بل يستحب ذلك، لأن أدعية القرآن أفضل الأدعية وأجمعها وأكثرها بركة والدعاء بها وقراءتها في السجود بنية الدعاء لا يعتبر قراءة للقرآن.

وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قراءة القرآن في السجود وحث في المقابل على الاجتهاد في الدعاء فيه ، كما جاء في الحديث عن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (أما الركوعُ فعظِّموا فيه الربَّ، وأما السجودُ فاجتهدوا فيه في الدعاءِ، فإنه قَمِنٌ - يعني جدير وحري- أن يُستجابَ لكم) (رواه مسلم).

فالسجود هو أفضل مواضع الدعاء في الصلاة لأنه أقرب أحوال العبد لربه، وذلك لأنه فيه يظهر العبد قمة التواضع والذل بين يدي ربه، عندما يضع جبهته ووجهه وهو أشرف أعضائه على الأرض خضوعاً واعترافاً بعظمة الله، فناسب أن يقابل قمة خضوع للرب سبحانه وتعالى أعلى درجات القرب منه، فكان السجود أفضل محال الدعاء وأرجاه قرباً إلى الله.

لذلك جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ) (رواه مسلم).

ولكن قراءة القرآن لا تشرع في هذه الموضع كما ذكرنا في الحديث الذي ذكرناه، لأن كل موضع ومقام في الصلاة له ذكره الذي يناسبه، ولا يناسب السجود والخضوع قراءة كلام الرب سبحانه.

ولكن الدعاء ببعض الأدعية الواردة في القرآن بنية الدعاء لا يعتبر من القراءة المنهية للقرآن في السجود، كما لو أن الجنب مثلاً دعا الله بأحد تلك الأدعية فهو جائز بنية الدعاء لا نية قراءة القرآن.

وذلك كدعاء الله بالدعاء الوارد في خواتيم سورة البقرة ( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به..)

وكدعاء الداعي بقوله تعالى ( ربنا لا تنزع قلوبنا بعد إذا هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة..)

وكدعاء الداعي بقوله تعالى( ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار).

فهذا الدعاء جائز في السجود بل هو أفضل الدعاء لأنه مأخوذ من كلام الله وهو أفضل الكلام، وهو أفضل من السجع في الدعاء الي يركز فيه على جمال اللفظ لا المعنى.

وأنبهك أخيراً أن من قرأ القرآن في السجود فإنه يشرع له أن يسجد سجدتي السهو قبل السلام، لإتيانه بذكر مشروع في الصلاة في غير موضعه.

والله أعلم